دروب الشوك

محمود محمد أسد
                                                   دروب الشّوك 
مازلْتُ في جمر الحكايةِ أسبح
 تلكَ المياهُ مسارُها هلْ يُشْرَحُ؟
تلك الدّروب تأوّهتْ وتمزّقتْ
كرجاءِ أمٍّ في المقابر تسْرَح
ُأودعْتُها من حسْرتي بعضَ الجفا
 ورسمْتُها في البالِ غيثاً يُفرِح
ُتركتْ بريدَ الشّوقِ يطرقُ حُلمها
فاستيقظتْ من غفلةٍ تترنّح
ُألوانُها تزهو بخضرةِ خِصْبِه
 تعطيكَ حُسْناً بالطّلاوةِ يجرح
ُألْقيْتُ في سُبُلِ المفاتنِ مُهجتي
ورجوْتُها إخفاءَ ما قد يَفضح
ُأسْدلْتُ صمتي ،واحتضنتُ نحيبَها
ودموعُ صمتي تستبيحُ ، وتُفصِح
نظرتْ إليَّ وفي الحشا سكنَ الأسى
تحكي وأحكي ،ليتنا لا نبرَح
ُأمضيْتُ ليلا في التّذَكُّرِ أحتمي
وأرى المحبّة بالبراءةِ تُمسَح
ُساعٍ إلى الزّمنِ الوضيء بحسرتي
أستحْضرُ الخلّانَ، هلّا أنجح
ُإنّي وإيّاها نُحمِّلُ شوقَنا
وجَعَ انتظارٍ بالملامة يقدَحُ
إنّي وإيّاها لَمِن نزقٍ، بدا
فينا الهوى يحيا، ومنّا ينضحُ
  شمسُ المحبّةِ من بلادي نبعُها
أكرمْ بحبٍّ خيرُه لا ينْزَح
ُوطني وفي الأحداقِ يسكنُ عشقُهُ
أرضى به ، ولهُ أعيشُ،وأسرَح
ُيا طائرَ الأشواقِ بلّغْ أهلَنا:
إنّ البلادَ بأهلها تتوشّح
ُيا طائرَ الأحلامِ رفقاً بالضّنى
هم منبتُ الإسعادِ .أينَ المصلِحُ؟
    ==============

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء