حوار مع زهرة النرجس

 بركات الساير العنزي

حوار مع

زهرة النرجس

(١)

اعتادت على كلامي وثرثرتي

وعندما أصمت

تقول لي :

أين أنت ؟

أين كلماتك ؟

لم تدغدغ مشاعري اليوم؟

عودتني على حلو الكلام

كلماتك تأسر خافقي وعقلي

(٢)

قلت لها :

ياوردة النرجس

عندما تطبق العتمة على قلبي

يأتي قمرك لينير داخلي

وتتأجج مشاعري فتتكلم لك

تغيب النجوم عني

وتبقى عيناك نجمتان مضيئتان

تجوب جوانب قلبي

فلا كوكبا ينيرني

الا عيناك

وتبقين أجمل كوكب فوق الأفلاك

ولو مرت السنوات

بعد السنوات

فلا جمال يضاهي جمال عينيك

صدقيني لا أبالغ

في وصفي

وإذاصمتت جوارحي

فالتلميح يسبقني إليك

قبل أن أبوح بسري

فالغيمة أحيانا أجمل من المطر

فلا تظني أن صمتي هو بعد عنك

بعض الصمت يحزنك

ولكن ألا يكفيك ؟

أنك تعرفين سريرتي

والأجمل من هذا وذاك

أن إحساسك أرق من نسمات الربيع

وبوحك أجمل من زهرات السوسن

(٣)

قولي وبوحي

ولا تخجلي

وعندما تكتبين قصيدتك

بماء الورد

على صفحة بيضاء

وترسمين بكلماتك لوحة زيتية

لأنشودة عذبة

ترددها البلابل

في همسات الليل ونجواه

أدرك أن عطر الليل

من عطرك

(٤)

قالت لي،،

أجوبتي تجدها

في تلافيف قلبك

وكل شجوني وخيالي

وكل آمالي و دنياي

وضعتها أمانة في

فؤاد لا ينسى

أتسألني عن طير

طار مع المدى؟

وعن فنجان قهوة

ارتشفته معك

ذات يوم

ولازالت نكهته لم تفارق مخيلتي

يومها انعكست صورتك في قعر الفنجان

مازلت محتفظة به

وتسألني كل مرة

نفس السؤال

لم تسألني؟

وأنت أعرف بالجواب

أتريد أن تختبرني؟

أم تريد أن تعذبني؟

لتعرف أن الجذوة

مازالت مشتعلة

لم يطفئها الدهر

ولا علات الزمن المقهور.

وقد ألقيت كل أسلحتي

فهذا زمن الاستسلام

والذل والهوان

(٥)

وتبقى قلوبنا مهاجرة

تأخذها الريح

حيث تريد

وتسافر في كبد السماء

تناجي قلوب المحبين

لتخبرهم أن الحنين

لم ينقطع أبدا

(٦)

قلت لها..

لاتظني أن الشوق يموت

يبقى كمرجل يغلي

في صدور المولهين

تسوقه الغيد في الوريد

الشوق ينمو كنمو الورود

يرتوي من وداد قديم

يسري بين العروق

وعندما أسألك

لان السؤال يحيي القلب في الوجود

ولأعرف..

هل نام شوقي في متاهات العبور؟

هل اعتقله حاجز؟

أم اختطفه مارد؟

أبقى أسألك

كلما حن الشجن

مع اختلاج الشعور


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء