أسوار عكا
(( أسْوار عَكّا ))
وَنَحْمِلُ في حَنَايَانَا قُلوبًا
فَتَنْبِضُ خَافِقَاتٍ بِالعِتَابِ
لَها شَوقٌ لِأقْصَانا وَشَكْوى
فَتَنْحَرُنا كَأقْسَى مِنْ حِرابِ
فيُدْمَى القَلْبَ مَخْنُوقًا يُنَاجي
فَيَا أَقْصَى هَلَكْنا بِالْغِيابِ
مَضَتْ أعْوَامنا حِلْمًا بِعَودٍ
إلى الزِّيتونِ شَوقًا للتُرابِ
إِلى أَسْوارِ عَكّا قَدْ تَعَالتْ
إِلى حَيْفَا سَواحلها الخَوابي
وَيَكْتَنِفُ الحَشَا فينا لَهيبٌ
إلى تِلْك المَدَائِن وَالرَّوابي
أَنا صَوتٌ يُنَادي مُكْفَهِرًّا
غَزَاهُ الصَّمْتُ يَصْدَحُ بِاقْتِضابِ
يَهيْمُ شَتَات رُوحي مِنْ دُهورٍ
وَيَبْحَثُ دُونَ جَدْوى عن جَوابِ
يُنَادي أُمَّةَ المِلْيَار خَلْقٍ
أَ مَا فيكم غَيورًا يا صُحَابي
فَيُسْمِعَني الصَّدَى آهات ثَكْلى
وَيُبْصِرُني قِفارًا من يبابِ
تُحَلِّقُ في سَمَاها الطّيْرُ ظَمْأى
وَتَرْنو في الفَضَا هَلْ مِنْ سَحَابِ
لَعَلّ الوَدْق مُعْتَكِفًا يُبَاري
حِيَاضَ الأرْضِ يَخْفقُ بِاضْطِرابِ
فَيْغْدِقُ بَعْد حِيْنٍ بِالعَطَايا
جَزَاء الصَّبْر غَيْثًا بِانْسِكَابِ
غَدًا بُشْرَى لنا حَتْمًا وَعَودٌ
إذا عُدْنا غَيَارَى للصَوابِ
غَدًا صَلَوَاتُنا في القُدْسِ وَعْدًا
بشائِرَهُ أَتَتْنا بِالكِتَابِ
ليث الجنابي
البحر الوافر
تعليقات
إرسال تعليق