الصدوع /نثري

 #الصدوع

حسام جمال الدين 

كيف تنبت سعادة من قلب الحزن ؟ وكيف ينبت الأمل فى تلك الروح المتصدعة ؟ ، كما تنبت تلك الزهرات البرية فى أحضان الجبال الصماء المقفرة ، كما تخضوضر الأرض كل ربيع ، كما تحدث المستحيلات التى نراها محالا لكنها تصبح إمكانا فيما بعد ، كما تتحقق الأحلام التى كنا نراها بعيدة بعد النجوم ، الأمل هو صنو التلك الصدوع ورفيقها ، مخطئ من يظن أن الانكسارات والخيبات وتلك الصدوع التى تصيب روحك قادرة على كسرك للأبد إلا إذا استسلمت أنت وتركت نفسك وروحك للموت ، تلك الحياة قائمة على المحاولة ، قامت على أن تكون مكدودا منهكا وأنت تسعى فى سبيل هدفك الذى رسمته ، قامت على خلق النجاح من قلب الفشل ، قامت على عدم الملل والسأم من تكرار المحاولة طالما أنت حى تستطيع التحرك والبدء من جديد ، تلك هى سنة الحياة التى أهدرناها واستسلمنا لوهم اسمه الفشل حيث لا وجود لفشل دائم ولا وجود لنجاح دائم ، كذلك لا نجاح كامل ولافشل تام ، بل أنت تنجح فى أشياء وتخفق فى أخرى وتلك هى طبيعة الإنسان الفطرية ألا يكون كاملا وألا يكون لاشيء ، أجمل الزهرات هى تلك التى تراها فى الأرض المقفرة ، وإنك لتنظر إليها وتتعلم منها أن الحياة ممكنة وأن الجمال كل الجمال أن تكون جميلا غريبا ، أن يراك الناس فى المكان نفسه الذى يرون فيه تلك الزهرة البرية ويتعجبون كيف شقت تلك الزهرة الصخر الجامد وكيف جلبت لنفسها ذلك الجمال وتلك الحياة ، هذه الزهرة تقف وحيدة محاطة بتلك الرمال والصخور ولو فكرت للحظة أنها لا تنتمى لهذا العالم لماتت ، قد تكون حياتها قصيرة لكنها قضتها جميلة شامخة بغرابتها ووحدتها

هل نستطيع أن نتعلم من تلك الزهرة البرية ؟

الأمل ينبت بين صدوع الروح حين نرويه بالمحاولة والإصرار


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء