طفولة الذكريات

 طفولة الذكريات ..


         ومرة أخرى أقبل العيد ..وكان أغلى الضيوف على قلوبنا...ياااه على هاتيك الأيام والذكريات الجميلة..

فالاستقبال حافل بالبهجة والأفراح والمسرات..الحلة جديدة زاهية كألوان الورد ..والوجوه مشرقة كشموس أبت أن تغيب..وروائح المحبة والحلويات تتهافت لتملأ أجواء الحي بأطيب العطور ..وقد أزاحت كل أنواع السقم والقطيعة والنكران ..لتبدد  ما اسود واضطرب إلى روح الحياة  وألقها..


       كل شيء كان يمشي حسب المخطط الذي خططت له مع رفيقاتي في الحي إلا ما لم يكن في الحسبان ..

في ذاك العام قررت الفتيات أن تتبادلن الهدايا كنوع من التذكار لأننا هذا الشتاء من طلاب الصف السادس..وغداً سنفترق إلى مرحلة أعلى..


          لذلك ستكون العيدية هذا العام هدية بتذكار ..ومن شدة تحمسنا للفكرة جافانا النوم ليلة العيد بانتظار الصباح وصبرنا فارغ..والتفكير أرقٌ وانشغال ..

وبعد معايدة الأهل تجهزنا للسير نهاراً إلى مكتبة تحتاج مسير نصف ساعة ..ودون إخبار أهلنا خوفاً من خوفهم علينا .. بدأت الرحلة مشياً على الأقدام رغم وعورة الطريق وجنون العاصفة وصفير الريح ..ولم نكترث ...فقط هي ضحكاتنا سيدة الموقف ...


            ثم بدأ المطر بخفة ورشاقة ..تثاقل بعده القطر ..وما زاد الطين بلة هو السيارة المسرعة التي طرشتنا بالأوحال حتى غطت ملامح وجوهنا وجعلتها كالمهرجين ..والضحك في ازدياد..


        وبعد جهد جهيد..وصلنا غايتنا ولكن المكتبة مقفلة..

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير..هذا ما كتب على بوابتها ...

خرب المخطط ...وتحطمت ذكرياتنا على صخرة الطفولة البريئة..إلا ذكريات هذا اليوم الذي لن ننساه ما حيينا..

فلتكتبن أيتها الصديقات الغاليات أجمل ذكرى مع نقاء طفولتنا ..عفويتها..صدقها..


تغريد الخليل سورية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء