قصاصة حلم مبتورة
قصاصة حلم مبتورة
كلما مرت من جانبه تفحص وجهها مليا ثم تبسم لها، رآها تدس رأسها، فأصابه الفضول،.. اقترب منها على استحياء وهو غارقا في بحر من الاختراق... كانت الكلمات تأتيه من بعيد وهو يتنفس بصعوبة،.. لم يدر كم من الوقت مضى وهو على هاته الحال،.. احس بأنه منهك، تعب... وقد انتصف الطريق وتباعدت الأصوات.... لم يعد يميز بينها وقد لا يدري ما يفعل،.. ايقن أنه في واحدة من نوباته... انتفض جسده من جديد وتسارعت دقات قلبه فرائحة الماضي تاخذه بعيدا وجميع الصور تتداخل وتتنافر في رأسه... فيجمع ما تبقي من الذكريات وهي تحترق أمامه.... عرف مرارة الانكسار. : مزيجا من الصور المتناقضة تضطرب في رأسه، أحس بضيق في صدره.... فرك عينيه فارتسم المدى أمامه على امتداد آلامه، ارتفع رأسه فجابت عيناه صفحة المساء انهار جاثيا على ركبتيه وهو يؤدي طقوس العبادة وكل الكلمات تصخب في رأسه، فحتي الألوان اختلطت وتقاطعت وهو لا يعرف لنفسه مستقرا.... لقد كان الشاهد الوحيد على تلك القصة... تأكد بأنه لم يتغير شيئا بداخلها رغم تلك السنوات الطويلة التي مرت وازدحمت بذهنها ، لم يعرف من أين يبدأ.... ربما البداية كانت من هنا وربما هي النهاية،...... لم يدر لكنه تأكد قبل أن يلفظ آخر كلماته حاول رغم آلامه أن يصارحها بحقيقة حبه لها..... لكنها توغلت بين حروفه وأشعلت فتيل الذكريات فتشكل في أيقونة الزمن أخرسا وفي دفاتر الذاكرة سوى بعض الاسطر اليتيمة.... لقد اغتالت فيه كل نبض حي وأصبح مجرد قصاصة حلم مبتورة
_ قصاصة حلم _
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
تعليقات
إرسال تعليق