أستعجل موتي
" أستعجل موتي"
سأموتُ يومًا
ويُقالُ إني
مِتُّ عشقا
فيمن أحب..
سأموتُ يومًا
ويُقالُ عني
ماتَ قهراً من هذيان قلب
كاتباً قبل الولادة
متضمنا أسبابَ موتي
آملا فيكِ الشهادة
مُتحديًا بالقولِ هذا كل خطب
لا تَستغربي من مضمون هذا
فإني بحبك مستحضرا للغيب
وأنا قد عِشت منكِ أرقب الاحلام
حارقاً للوقت على كل درب
عُودي إلي .. وانثري منكِ
بعض روحي علي...
عَلَّ روحي تبعث ألف مرة
على وقع خطاك في الظلال تدب
أو لعلَّ جثماني يراكِ قادمةً اليه
فينهضَ من سبات الموت فرحا أو يَشِبْ
مازلتُ احيا يا عمري لأجلك
مازلتُ في عينيكِ طفلاً
من ربيع العمر صب
ولكن المشاعرَ في طي التراب دفينة
ما ان أحييتها... يخلق الله للأموات قلب
قسماً بربك وبعيونك وبألاعمار والامل
حتى حضورك لم يزلْ في خافقي
نديا ورطب...
فأنا أراكِ كالطوفان في عيني
ابدا بنور باغي
مني على كل هدب
بالرغمِ أني
قد أمسيت للايام غَيبْ
***
واقسم الان اني لو فارقتُ الحياةَ
ولم يبق مِني اي همس او أثرْ
إن كانَ لم يبق لدي
غير طيف واندثر
مازلتِ أبهى من رأيت
ومَن عشقت مِن البشرْ
هيَّا أقرأي لي بعضَ ما فيكِ رويت
حتى تصير قصائدي همس
عيناكِ تذرف بالحروف تذيبها
وتصبها من الدمع كأس
فيُطلُّ الندى سهلاً
في أعماق اعماقي يُحَسْ
ورغم نفيي عن وجودي
يحن في داخلي
إحساسُ أمسْ
أنا ميِّتٌ في عمق روحي
ولكنني يا كل روحي أُحِسْ
إن كانَ قبري من لهف صوتك يرتعش
لا تتوجسي...
هي لهفة إليها الحنينُ يَمَسُّني
يا حلو قلبي لو منكِ يُمَسْ
حلمت بأنك رممت زوايا قلبي العتيقة
بقبلات من الورد لا تزال رقيقة
أشتم منها طيب اسمك
حينَ فاحَ طيب اسمك في قبري حديقةْ
وإنَّ المنايا لو أرادتْ تهشيم جسمي
مستحيلٌ ان تقهر الروحَ العشيقة
أنا كنتُ أعي جيداً ما اقول
ولو أنني كنت اصرخ
تحت زلزال الحقيقة ...
***
أنا مع كل هذا لم أزل
أحيا بكِ ألف موتٍ
كل يوم
أمل اللقاءْ
مازلتُ أحمِلُ خمس باقات لوصلكِ
اثنتان في الصباح
وثلاثة في المساء
وآتي لموعدنا على العشاء
ما زلتُ أجلسُ على ذلك الكرسي
وأطلب نفس طعم ذلك الفنجان
ونفس مذاقكِ في ذاك الحساء
وألقي ببضع آهاتي للساقيين
ليسكبوا لي بعض أنفاس الغناء
وعندما أهم بالرحيل إليكِ
إلى بيتنا المجاور للفناء
لم أزل ألقي بأنفاسي
فوقَ صدرِكِ
وأبكي على ذاك الشموخ
حنيناً لذاكَ الكبرياء
وأسمع ما حفظتي
من جميل قصائدي
وأرى فيكِ حروفي
وهي تَجهَشُ بالبكاءْ
فأنا اكثر من ذي قبل أحبك
مهما تباعدت فينا السنين
لم أزل أحلم بقلبكِ
أن يطمئن ويستكين
ويكون لي كما أشاء
وأنا لم أزل أصلي لقربك
في تحدٍ للحياة وللفناء
وأرسلتُ قلبي على ذات طير
قد جاءَ يشرب من يديكِ
فاغدقي عليه ببعض الدماء
وخذي منه كل حبي لكِ
وقبّليه كل حين
ثم احضنيه كل حين
ولا تطلقيه في السماءْ...
" أكتفي بك "
" عراب القصيدة "
مجد الدين
تعليقات
إرسال تعليق