رقت عن الورد /عادل نايف البعيني
بينما كانت توزع أوراق الامتحان على الطلبة، جرحت ورقةٌ عرفَ يدها، فسال دمُها رقيقا، فوصفتُ الحال قائلا:
رقَّتْ عَنِ الوَرْدِ
رقّـتْ عنِ الوردِ أعـرافًا ورَيْحانا
إِذْمَـا أ طلَّتْ بطِيبِ المسـكِ تَلْقَانا
راحَتْ تطوفُ على الأزهــارِ مازحَــةً
وقـدْ تَهادى على الخـدّين نَعْسانا
فتيتُ مسكٍ تنامَى في مَـباسِمِها
والْهُـدْبُ يَــهْمُـس مُشتاقاً وغَيْـرانا
ورُبَّ عَيْنَــيْـنِ ظِلْـتُ في سوادِهِـما
منْ حَرِّ شوقٍ تَعَدّى الروحَ أركانا
نجلاءُ كَحْلاءُ والأهـدابُ تَحضنُــها
حـضْـنَ الْمَـحارَةِ لألاءً ومَـــرْجانا
مالَتْ تَـقُولُ وَسِـحْرٌ فـي تألُّـقِها
والـوجْهُ يـقْـطُرُ أشْـواقـاً وتَحْــنانا
قدْ جرّحَـتْنِي وُرَيْقاتٌ أداعِبُــها
رقَّ الأَديـمُ فَـسالَ الــدّمُّ حَــيْـرانا
جَرْسٌ أتاني كَبَوْحِ مِنْ شَذًى غَرِدٍ
كَوَحْيِ نُوحٍ تَسَامَـى اليوم َ أَلْحَانا
يا جارحَ الوردِ هَلْ أعْيَـتْكَ عاشقةٌ
فَـرُحْــتَ تُـدْمِي قُلُوباً كَيْـفَما كَانا
رِفْقًا بعرْفٍ سَقَاهُ الطّـيبُ نَـفْـحَتَهُ
هلْ تَدْري يا جُـرْحُ أنّ الآهَ أَضْنَانا
فَبِـتُّ أَشْكُو شَكَاةَ مَنْ بِهِ مَرَحٌ
فَما عَـنَاها بأنْ تَــرْثِي لِشَــــكْوانا
رحْماكَ يا رَبُّ من طَيْفٍ يُواعِدُني
فإنْ أفَـقْـتُ يَغِيْبُ الطَّيْـفُ جَذْلانا
.....
🌹 🙏 💐
محبتي
تعليقات
إرسال تعليق