ما للقبور /جهاد ابراهيم درويش
ما للقبور
ما للقبور كما الْظّلالِ الدانية
تغتال فينا كل نفسٍ حانية
2- تمضي بنا الساعات مثل دقائقٍ
ودقائق الأعمار شِبْه الثانية
3- أضحى الفناء رهيننا وقريننا
بتنا أسارى في أُتون الفانية
4- تجتاحنا الْخيباتُ كلَّ لُحَيْظةٍ
تشوي الحنايا شَرّةً وأنانية
5- نقتات بالآهات تلهث خلفنا
من كل صَوبٍ كالرّياح العاتية
6- فاعْجبْ لمن قد بات عنها غافلا
يجري ورا الْلذَات مثل الغانية
7- في دُنْيةٍ سلب الخريف ربيعها
واليأْس زَلْزل كلَّ نفسٍ عانية
8- وشبابنا الوسنان أدْركه البلى
خطفتْه أنياب المنايا القانية
9- يا ضَيْعتاه تحطّمت أحلامنا
دارت بنا حجر الرحى كالساقية
10- أين الأشاوس من عهودٍ قد خلت
باتوا بلحدٍ كالتراب سَواسية
11- آبوا عرايا مثلما يوماً أتوا
لم تُغْنِ عنهم كُلّ يدٍ بانية
12- قالوا الحياة قصيدةً ولربما
تغدو بها الأعمار مثل القافية
12- فانْظر بعينك للسماء تَزيّنت
صَوّرْ بحرفك نجمةً كالدالية
13- وبريشةٍ بالحرف فارسمْ لَوحةً
أكْرمْ بها بنت الكرام الغالية
14- في سجدةٍ لله لاقت ربّها
بصلاة فجرٍ كالملائك دانية
15- حفظت كتاب الله بين ضلوعها
تتلوهُ في غَسقٍ بنفسٍ راضية
16- تستمطر الرحمات تنشد رَحمةً
تدعو الذي بالنور عَمّ الداجية
17- فأحال دُنياها كجنة سُنْدسٍ
بالقرب تحيا كالنجوم مُدَانية
18- فاغفرْ لها ربّاه أكرمْ وفْدها
عَجّلْ لها بسعادةٍ مُتنامية
19- صَبّرْ إلهي من أناروا دَرْبها
الطيبين ذوي السجايا البادية
20- مني إليكم بالْعزاء وبالدُّعا
ربّاه عفوكَ بالقلوب الباكية
جهاد إبراهيم درويش
شاعر فلسطيني مقيم بغزة
الثلاثاء
23/3/2022 م.
تعليقات
إرسال تعليق