باجي الحلبي/عبد الحميد ديوان

 مصطفى البابي الحلبي 

000 – 1091 هـ

مصطفى بن عبد الملك البابي الحلبي ولد في مدينة الباب من أعمال حلب ونشأ في مدينة حلب وأخذ فيها العلوم عن علماء حلب من أمثال أبو الجود البتروني ونجم الدين الحلفاوي ومحمد أبو الوفا محمد العرضي والمنلا إبراهيم الكردي وجمال الدين البابولي وغيرهم .. ثم انتقل إلى دمشق فأخذ عن عبد الرحمن بن العماد ونجم الدين محمد الغزي .

وبعد ذلك رحل إلى تركيا وإلى اسطنبول المدينة التي كانت مقصد العلماء في هذه الفترة لأنها مقر الخلافة الإسلامية وجلس فيها للتدريس ، ثم اعتنق مذهب الصوفية وعاد إلى الشام فتولى القضاء في مدينة طرابلس الشام فترة من الزمن وتولى القضاء أيضاً في مدينة مغنيسيا وبغداد .

وفي عام 1091 هـ تولى القضاء في المدينة المنورة حتى توفي في مكة نفسها .

عُرِفَ عن مصطفى البابي الحلبي أنه كان شاعراً وأديباً وكان شعره متنوع الأغراض إلاّ أن شعره تقليدي المعاني يتكئ على معاني القدماء ويقلِّدُهم ولكنه كان متين السبك سهل العبارة مألوف المعنى يشكو من ضعفٍ في اللغة والنحو في بعض مفرداته .

مختارات من شعره . يقول في مدح ابن الحسام :

أفي كل يوم لوعةٌ وحنين

نقضتِ عهداً باللوى وتصرّمت

وولَّتْ لَـذَا ذَاتٌ عهدتُ وأسفرت

كأن لم تَدُرْ تلك المناجاة بيننا

ولا أخضلت تلك المعاهد بعدنا

وصلنا السُّرى بالسير حتى كأنما

فرينا بها أوداج كلِّ مطوق

جبالٌ تمطت للعُلا لو رأيتها

أشابت نواصيها الثلوج فما رقت

ويا رُبَّ ليلٍ ضَلَّ فيه دليلنا

فتى لا ضلالٌ بعد رؤية وجهه

وعِلْمٌ لو أن الناس قامت ببعضه

هنيئاً حسامَ الدين يا خير ماجد

بمقدم مولى قد هدت بقدومه

أناخ بأرض الروم أكرمُ قادمٍ

فيا آل عثمان تَهَنُّوا بماجد

أطلابَ مسعاه هلموا ادُّلكم

ضعوا يدكم في جنح عنقاء مُغْرِبٍ

أجاذب ضِبعي إذ قواي ضئيلة

ألا إنه لولاك ما فتقت بنا

ولا كنت أدري كيف تكتسب العلا

أقلت عثار الحال مني إذ همى

وإنك أدرى من فؤادي بحاجتي

 ومن كل فجٍ للفراق كمين

وعودٌ وخابت يا بثين ظنون

نوى غربة ما تنقضي وشطون

ولا هصرت ذاك القوام يمين

ولا هطلت فيها سحائب جون

من الود أخفافٌ لها ومتون

من السحب ممنوعُ الغناء حصين

لَقُلْتَ لها بين النجوم ديون

لها بعد فقدان الشباب عيون

فيهديه من نجل الحسام جبين

ولا بارقُ الإفضال منه يمين

وهي الجهلُ حتى ما يكاد يبين

به شُيِّدَتْ للمكرمات حصون

قلوبٌ وقرَّت للكرام عيون

لـه السعد خِدنٌ والعلاء قرين

يَذُبُّ لكم عن عرضكم ويصون

عليه فإني في المقال أمين

وأرجلكم في الريح فهو متين

ومأمن روعي والزمان خؤون

إلى الروم رتق الراسيات ظعون

ولا كيف صَعْبُ الحادثات يهون

عَلَيَّ سحابٌ من عُلاك هتون

وحسبي بهذا كاشفٌ ومبين


وفي قصيدة أخرى كان يرد بها على اتهام الأديب محمد القاسمي بأنه سرق منه القصيدة السابقة فكتب إليه هذه القصيدة ليرد بها عليه :

يقول البابي الحلبي :

وكنا إذا فَلَّ السُّرى غرب عزمنا

مُقِلُّ لواءِ الفضل غيرَ مدافعٍ

حديقة فضلٍ لا يُصَوِّح نَوْرُها

عَنَتْ لمعانيه الكواكب وافتدت

ولولا مقالٌ جاءني منه أطرقت

إمام العلا إني أحاشيك أن ترى

زعمتَ بأني سارقٌ غير شاعر

لقد قالها مِن قبلُ قومٌ فألقموا

رأوا مثل ما عاينتَ إبداع أحمدٍ

حنانيك بعضَ البغي لا بدعَ إن أتى

وإنّ ندى نجل الحسام لروضة

فدونكها أبكارَ فكرٍ تزفها

مشيّدَة البنيان لا يستريبها

 تشحذه ذكرى لقاء ابن قاسمِ

وحامي ذمار المجد غير مزاحم

وبحر بأمواج الذكا متلاطم

بها فاغتدت ما بين هادٍ وراجم

حياءً لـه الآداب إطراق واجم

بعين المعاني عرضة للوائم

صدقت بمعنى ساحرٍ غيرَ ناظم

بأيدي الهجا –حاشاك– صُمَّ الصلادم

وبادرة الطائي وطبعَ كشاجم

بشعر حبيب من رأى جود حاتم

أينكرُ فيها طيبُ سجع الحمائم

يدُ الشوق عن ودٍّ مِنْ الريبِ سالم

حسودٌ ولا تقوى بها كف هادم


وله قصيدة أخرى يناجي فيها ربه ويتوسل بها إليه فيقول :

هوت المشاعر والمدا

يا حيُّ يا قيوم قد

أثنى عليك بما علمتـ

وتحجبٌ في غيبكَ الأحـ

فظهرت بالآثار والأفعـ

عجباً خفاؤك من ظهور

إني سألتك بالذي

نور الوجود خلاصة الكو

إلا نظرن لمستغيـ

 رك عن معارج كبريائك

بهر العقول سنا بهائك

ـتُ فأين علمي من ثنائك

ـمى منيعٌ في علائك

ـعال بادٍ في جلائك

رك أم ظهورك من خفائك

جمع القلوبَ على ولائك

نين صفوة أوليائك

ـثٍ عائذٍ بك من بلائك


دعبد الحميد ديوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء