قصة قصيرة جدا.. ليلة تعادل الف ليلة / محمد خيري رشيد

 قصة قصيرة جدا:

ليلة..تعادل الف ليلة،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 ياسادتي...أبعدكم الله عن الحروب ومآسيها  . 

 ماأبشع الحرب 

 وما أقبحها..

خاصة عندما تكون عبثية


غادر الناس المدينة..أفواجا ..

خوفأ وقلقاً..

غادرت عائلتي الصغيرة..

توسل ولدي أن يبقى معي..

- لا. يا ولدي أمك وأخوتك الصغار بحاجة لوجودك معهم..إذهب رعاك الله


 يحتضن الظلامُ ..

 مدينتي .

 تلتحم الأحلامُ ..

  ومهجتي.

  أشفُّ التياعَ النافذة

  وهمسها...

  بعض الناس قد ناموا..

فالتعب والجوع والخوف أنهك أجسادهم الهزيلة..

ألكثير لم ينم..

فالأجواء  ملبدة بكوابيس القلق 

وأشباح الموت تحوم في كل مكان.

لم أنم منذ ليلتين خلتا  

 تأخذني الاشجانُ ..

  والدّمع يُغرقني .

  تحوم روحي..

  هنا.. 

  في  بيتيَ العتيقْ ..

  أتحسس آلام الجدرانَ

  أشم أعطارها  الزكية

  رغم ما علق بها 

  من قذارة البارود.

      هذه الليلة!!

      أحسست أنَّ في بيت  جارنا...

     حكايةْ

      ماذا حصلْ؟

لملمت نفسي واتجهت صوبه..

رغم الألم الذي أنهك مفاصلي..

أسمع أزيز الشظايا..

وأصوات الطلقات

وصلت بعد عناء.

صاحب الدار ..

يجلس على الارض..

ويتكئ على الجدار ويسند رأسه  بكلتا يديه..

-ماذا جرى ياطيب ؟

 أشار إلى ابنته الشابة 

كانت تقف خلف النافذة

ثم تغادرها لتتجه إلى الباب

ثم تعود لنفس مكانها 

بحيرةٍ

وقلقٍ شديدين  

تنتظروصولََ فارس الأحلامْ..

خطيبها ..

فهو معتاد أن يزوها في أحلك الظروف..

يحتمي بالجدران

ويركض قافزا  حين يشتد القصف او القنص...

لايبالي بشئ 

سوى أن يراها..

يسعد بالتماع عيونها لمّا تراه..

يأتيها لينسى..

وينسيها مآسي هذا الذي يحصل 


وهي تعلم تماماً. أن أحداً لا يمكنه التنقل في مثل هذه الاجواء..

لكنها تعرف جنونه وعدم  اكتراثه

أليوم..

تأخر  عن الوقت المحدد لحضوره

أحسّت أن شيئاً ما قد حدث

ماهو..؟لا تدري ..

لكنه أمر جلل

قذائف كلظىً .  

تخترق السكونْ

 وشواظٌ  تحارُ منها العيونْ.

 لم تكن تدري... بأن....

 خطيبها تمزَّقْ.. 

 بقذائف الجنونْ

نطق أبوها::

-  هي لا تدري

تملكتني الحيرة..ماالعمل؟

بهمسٍ خافت أشبه بالإشارة.. 

طلبتُ منه أن يخبرها..

- لالا أقدر.. قال لي:

وأحسست أنه يتمنى أن أقوم أنا بإخبارها.. 


      كيف أوضح  ماجرى؟

      كيف أداري أمرها؟

      كيف لو تدري أنَّهُ

      لازالَ..

      راقداً تحت سقوف جائرة؟

      تحت جدرانٍ تهاوت فوقه وأهله

       جميعهم؟     


  أنظر لها!!!

  هائمةً مستبشرةْ..

   قلقةمستفسرة

  كيف أُحيلَ فَرحُها..

  لعزاءٍ..ودموعٍ.. وكُرَى

 

لازال الجوّ ملبّداً بأصوات  الطّلقات..

 وأزيز الشظايا ..

 وارتجاج  التفجيرات..

تحطم زجاج النافذة القريبة من الرجل 

شظية إخترقت الزجاج ..

واستقرت في رأسه..

إتجهتُ وابنته نحوه. 

لم يعد ثمَّ فائدة ترجى ..

لقد أسلم روحه..

تعالى بكاء الشابة

وجثت على جسد والدهاالمضرّج  بالدماء

لازال ينز

غطت ملابسها الدماء

ووجهها وشعرها

وأنا في مأزق لاخروج منه..

 صُدمتُ 

لم أعد أقوى على النطق..

تسمرت عينيّ على الفتاة 

 

     ياترى  كيف تعيش بعدها..؟

      صبيةً..مثقلة أيامُها..

       تنوء في أوجاعِها .

        -ياابنتي..تصَبّري

        -ياابنتي لاتجزعي..

        فالحرب  قضَّت مضجعي 

        والدّارُ عادتْ خاويةْ

        ولكِ ان تبقي معي!!

بقلمي✍

محمد خيري الرشيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء