إن من أهم.../عبد القادر تلجبيني
إن من أهم الأسس السامية التي تقوم عليها السعادة الحقيقية هو في كيفية الوصول إلى منابعها وطريقة النهل من معانيها الراقية السامية وتقديسها لإيصالها وإيداعها في القلوب المؤمنة الصادقة لتكون لهم شفاء ودواء ورحمة وبطريقة تشعرك بالسكينة والإطمئنان والراحة النفسية ولتمنحك الشعور بالسعادة التي ينشدها كل مؤمن وبالروحانيات العالية أما عن مصدر هذه السعادة الحقيقية هو حين تكرم الإله سبحانه وتعالى على عباده الصالحين ومنحهم أعظم أسم له ومن أسماءه الحسنى وذلك ليحيي في قلوبهم نبع السعادة والأمان والطمأنينة في الحياة الدنيا ويلازمهم حتى في الآخرة وكان هذا الأسم العظيم هو إسم (السلام ) فتعالوا لنستعيد أحلى لقاء في تاريخ البشرية حصل بين خالق الأكوان رب السموات والأرض ورسول المحبة والسلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعند سدرة المنتهى( إذ يغشى السدرة مايغشى ما كذب الفؤاد ما رأى )
حيث قال تعالى في كتابه العزيز (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) " ثم قال تعالى (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ) " حيث يتقدم رسول الله ﷺ ويقف بين يديّ الله سبحانه وتعالى وروحه ترتقي وتسموا بهذه المقابلة السامية في كل معانيها وبكل آيات الإجلال والإكبار والتواضع والتذلل خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إله السموات والأرض قائلاً "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله" فبما رد عليه ذو الجلال والإكرام وبكلمات تمثل سعادة الدنيا والآخرة قائلا "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" و تعريف السلام هو الحفظ من كل مكروه والأمان من الله والسلامة والرحمة فقالت عندئذ الملائكة مرددة "السلام علينا وعلى عباده الصالحين" وردد المؤمنون جميعاً، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله إيماناً واعترافاً بفضل السلام والرحمة المهدات لهم من ربٍ كريم و من هنا جاءت كلمةُ الإسلام وهي التسليم لأمر الله والخضوع وكان لِزاماً على كل مؤمن إقراء السلام على من عرف وعلى من لم يعرف وحل اسم السلام من رب السلام ورب الرحمة والغفران في قلب كل مؤمن راحة ورحمة لكل المؤمنين قال تعالى (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَـٰرَكَةً طَيِّبَةً كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَـٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
ويكرر الإله سبحانه وتعالى كرمه وعطاءه ليقول للمؤمنين عند دخولهم للجنة "سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
ويزيد الله في إكرامه للمؤمنين حيث يقول تعالى" أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود "ويكرمهم تعالى بإسمه مرةً أخرى بعد أن يدخلوا دار السلام الجنةبمكافأة لهم عن كل الأعمال الصالحة التي قدموها في الدنيا فيقول" سلام قولاً من رب رحيم " كلمة كانت لهم حياة في الدنيا بتراحمهم بها عند التحية فيما بينهم وعند دخول الجنة لتظل هذه الكلمة خالدة
حيث يقول تعالى(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) ويقول تعالى
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ المستقيم
وعند دخول للجنة ينادي الله المؤمنين بقوله( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) وتعني كلمة سلام العفو والمغفرة والأمان والإستسلام لأوامره وأسلم وسلم وهي الخضوع والتسليم ومنها كلمة الإسلام : وكلمة السلام بمعنى الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص: السلام عليك فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفة: يسلمه من المرض، من الجنون، يسلمه من شر الناس، يسلمه من المعاصي وأمراض القلوب، يسلمه من النار، فهو لفظ عام معناه الدعاء للمسلم عليه بالسلامة من كل آفة.
وبذلك أصبحنا نرددها في صلاتنا عند التشهد وعند الإنتهاء من الصلاة وهي من أسباب إدخال السعادة لقلوب المؤمنين في تراحمهم واطمئنان قلوبهم عند ذكر اسم الله العظيم السلام عند لقاءهم وعند الإستئذان بالإنصراف رحمة من الله منحها الإله لعباده لتكون دواء وشفاء لما في الصدور وراحة للقلوب وسعادة وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيث يصف الإله سبحانه ليلة القدر والتي هي خير من ألفِ شهر بقوله "سلام هي حتى مطلع الفجر"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّه ﷺ: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي رواه الترمذي
وقال تعالى آمراً ولكل المؤمنين (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
وقال تعالى(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لعلكم تعقلون) " قال رسول الله ﷺ من قال:( السلام عليكم )
كتبت له عشر حسنات ، ومن قال:(السلام عليكم ورحمة الله) كتبت له عشرون حسنة ، ومن قال:(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) كتبت له ثلاثون حسنة قال الألباني صحيح لغيره
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ (( والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا،
ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ))؛ رواه مسلم
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ قال: (( ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام، والتأمين))؛ رواه ابن ماجه، والبخاري، وروي أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ
" أي الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام
على من عرفت ومن لم تعرف))؛ متفق عليه
لقول رسول الله" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
إذا رجعت إلى معاجم اللغة وعلمت أن معنى كلمة الإسلام هو : الأنقياد والخضوع والإذعان والإستسلام والإمتثال لأمر الآمر ونهيه بلا إعتراض , وإخلاص العبادة له سبحانه وتصديق خبره والإيمان به , وأصبح أسم الإسلام رمزا لديننا اليم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وهو الدين الذي جاءنا به رسولنا الحبيب محمد ﷺ " قال تعالى (لهم دار السلام عند ربهم ويلقون فيها تحية وسلاما) وقد خاطب الاله تعالى انبياءه إذ منحهم منه نعمة السلام بصبرهم وتقواهم فقال( سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وهارون سلام على إل
ياسين وكان نص كتاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هرقل ملك الروم : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ . سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى . أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ
ويجب أن لاننسى اخيرا وقوف رسول الله إلى جانب الصراط يوم القيامة وأُمته تعبر الصراط وهو يدعوا الإله ويقول يارب سلم يارب سلم
السلام عليك ياسيدي يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أشهد بأنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده،حتى اتاك اليقين
يقول تعالى {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين}
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الزميل عبد القادر تلجبيني
تعليقات
إرسال تعليق