نفحات نورانية/عبد القادر تلجبيني
نفحات نورانية تأتي من سنا ضياء أجنحة تحمل شعاع نور من صنع الله الذي أتقن كل شيء ليتألق النور في ضياءه ويمر بين السموات والأرض ليعطي للبشرية قاطبة أسباب السعادة ويمنحها أيضأ الطمأنينة والسكينة فمن أنوار الله سبحانه وتعالى خُلق الله الملائكة ومنهم ملائكة الرحمة وذلك من فضل الله علينا وهم المسبحين بحمد الله والمقدسين له وأمرهم الله سبحانه وسخرهم ليمنحوا للناس السعادة وليكونوا لهم عوناً وليبثوا الطمأنينة والسكينة في نفوسهم وليكونوا للناس رمزاً في النقاء والطهارة والصفاء والرحمة والعفة ،والسلام ووكل الله لكل منهم مهام ليقوموا بها وعلى أحسن وجه بأمره فكان جبريل عليه السلام (وحياً) يتنزل بإذن الله لتبليغ رسالة السماء إلى أهل الأرض ووحيا لأنبياء الله ورسله ليكونوا للبشرية بذلك مبشرين ومنذرين، فقال تعالى: ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) وعند خلق آدم كانت الملائكة متخوفة من خلق آدم لأنهم وهم الموحدون المقدسون لله وحده فخافوا أن يفسد آدم في الأرض ويسفك الدماء حتى جاء جواب الله الملك علام الغيوب قائلا (إني أعلم مالا تعلمون) ثقة بخلق آدم وبمن سيخلفونه في الأرض تسبيحاً وتقديساً فلنسأل أنفسنا إذن هل كنا نحن أهلاً لهذه الثقة التي أولينا بها من الله سبحانه وعارض جميع الملائكة في رايهم. نقول (وإليه يرجع الأمر كله) فقال تعالى عن لسان حال الرسول ﷺ حينما أخبره الله تعالى عن طريق الوحي جبريل عليه السلام وهو يطلعه على ماجرى في الملأ الأعلى في السموات قبل خلق آدم ولا يعلم بذلك الرسول مبينأ ما كان من رأي الملائكة في الخلق ورأي ابليس بأنه إنما خلق من نار وخلق الله آدم من طين ومعارضته للملائكة بالسجود حيث قال تعالى وعن لسان رسول الله :(مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلَإِ ٱلْأَعْلَىٰٓ إِذْ يَخْتَصِمون) ويقول تعالى في خلق آدم أيضاً ورأي الملائكة في هذا الخلق (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) تمجيداً لخلق آدم وليرفع بذلك من مشيئة الخلق خلق آدم لإعطاءه المكانة العالية وليمنحنا بعزته تعالى الرفعة بسجود الملائكةلآدم و لذلك الخلق العظيم بعد أن تخوفوامن أن يفسد آدم في الأرض ويسفك الدماء وهم المسبحون المقدسون لله تعالى حيث قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) وسجد الملائكة كلهم أجمعين لذلك الخلق خلق آدم الا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين فهوى إلى الأرض ليبوء بسخط من الله سبحانه وتعالى وليكون عدواً لنا في الأرض حيث قال تعالى (إن الشيطان كان لكم عدوا فاتخذوه عدوا ) وخلق الله آدم وجعله خليفته في الأرض ووكل من بين الملائكة جبريل عليه السلام بالوحي لإبلاغ الرسالات السماوية لأنبياءه ورسله في الأرض لعبادة الله الواحد الأحد حيث قال تعالى (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وتعني كلمة ملائكة في اللغة العربية (الأولوك) وهم حملة الرسالة من الله سبحانه وتعالى حيث خلق الله اجسادهم نورانية لطيفة قادرة على التشكل والتمثل والتصور بالصور الكريمة ولهم قوى عظيمة وقدرة كبيرة على التنقل ولهم أجساد قوية شديدة وكبيرة وعظيمةو فيهم صفة الحياء وصفة الجمال وخلق الله لهم أجنحة متعددة لقوله تعالى ( جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إنَّ الله على كل شيءٍ قدير) ونحن عندما نقول عبارة ملاك فأنما نعني فيها الضياء والنور والنقاء والسمو ونعني بذلك ألذين سمت نفوسهم بنور الله نزاهة وإخلاصا وطهرا وتقى حتى كانت نور هداية وراحة لقلوب المؤمنين، فيقال ذلك الرجل ملاك برقي معاملته وبنزاهته مع الناس وذلك بفعل الخيرات وصفة التقى والعفاف والصدق والرحمة ويقال عن المرأة بأنها ملاك وذلك بنقاءها وطهرها وعفافها وبحشمتها وصدقها وإيمانها وإخلاصها وبتحليها بالأخلاق الحميدة وهذه الصفات تسموا بالمجتمعات وترقى بهم حتى يكونوا خير أمة اخرجت للناس وخلق الله الملائكة يعملون بأمره وبمشيئته فقال تعالى:(لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)
والملائكة، هم عباد الله المُكْرَمون خَلْقاً وخُلُقاً، وهم رسُل الله تعالى وجنده في تنفيذ أمره الذي يُوحِيه إليهم، وسُفَراؤه إلى أنبيائه ورسله، قال الله تعالى: (ٱللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ ٱلْمَلَئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ). فحين سُئِل النبي ﷺ عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. ونحن إذ فضلنا الإله سبحانه على كثير ممن خلق تفضيلا وذلك إكراماً لنا وتفضلاً منه علينا أفلا نكون عبادأ شاكرين لنعماء الله علينا برد الإحسان بالإحسان والجميل بالجميل وبهذه الثقة لتكون قلوبنا نقية مبتهلة دائما لله تعالى بالاعمال الصالحة و بالتسبيح والتقديس ولأن الله قد أولانا تلك الثقة و أمام ملائكته أجمعين فقال لهم (إني اعلم مالاتعلمون) وقال تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) " وعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً وسخر الله لنا من فضله ورحمته وكرمه ملائكة حفظة علينا من أمر ه فقال تعالى (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) ومن رحمته ورأفته بنا وللتكفير عن ذنوبنا وسيئاتنا وهو الغفور الرحيم أمر ملائكته أيضا حملة العرش بالإستغفار لنا عن ذنوبنا وتقصيرنا في جنبه فانظر إلى رحمة ربك إن الله بالناس لرؤوف رحيم حيث قال تعالى (وكان فضل الله عليك عظيما) وقال (فباي آلاء ربكما تكذبان) "وهو الذي كتب على نفسه الرحمة والغفران حيث يقول متفضلا على عباده بالمغفرة (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) وهناك ملائكة موكلين بأمر الله بمهام حددها الله لهم ليؤدوها بأمره وبمهام كثيرة نذكر من هؤلاء الملائكة جبريل: المُوكّل بالوحي و.ميكائيل: المُوكّل بالقَطْرِ، الذي به حياة الأرض وما عليها من نبات وحيوان و.إسرافيل: المُوكّل بالنفخ في الصور و.ملك الموت الموكل بقبض الأرواح وأوكل مالك لخزنة النار، ورضوان على باب الجنة، وكلها مسخرة فضلاً من الله ورحمة لعباده ولقضاء حوائجهم ولمؤازرة المؤمنين حين البأس والشدة ولنصرة انبياءه ورسله حيث قال تعالى ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّار) إن الله يدافع عن اللذين آمنوا ولايعلم جنود ربك إلا هو "فعن عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، فقال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله ﷺ إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله ﷺ القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بخشوع واستغاثة لرب السموات والأرض ويقول متضرعاً «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف داعيا لربه مادا يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مسومين ) وبتأيد الله لنصرة المؤمنين انزل الملائكة
لنصرة دينه ونبيه فقال ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )
فأسألكم وبصدق هل نحن سائرين في زماننا هذاعلى خطى سيدنا محمد صلوات الله عليه حتى ينجز الله لنا وعده وكان حقا علينا نصر المؤمنين ام أن ابتعادنا عن الطريق الصحيح كان سببا ليذيق الله بعضنا بأس بعض ويذيقنا بعض الذي عملناه لعلنا نرجع فهل من رجوع هل نحن نستحق ذلك التكريم بعملنا وإنصرافنا عن طاعة الله بالمعاصي وتُراقبنا الملائكة وهي معنا في كل الأوقات حيث قال تعالى ( إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون) والملائكة شاهدين و قد كُلِفوا بحمايتنا من أمر الله ويوجد على كتف كل واحد منا رقيب عتيد يكتب أقوالنا ويمسحها من صحائفنا إذا أستغفرنا ؛ ألا يجدر بنا أن نستحي أولاً من الخالق المتجلي علينا في كل الأمور وبعدها من ملائكته التي ترافقنا والله هي معنا ليل نهار لتسجل وتحصي اعمالنا حيث قال تعالى ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) يقول تعالى(أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) "وقال تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فتصور حالتك إذ ترى وحين إحتضارك الملائكة الكرام الكاتبين وترى الملائكة والموكلين بحراستك من كل سوء الحفظة وقرينك الذي كان يزين لك في قلبك كل أعمال السوء ويصدك عن السبيل لتهوي بنتيجة أعمالك خالداً مخلداً في النار والعياذ بالله والله عندما تراهم بعد ان اصبح بصرك حديد أي إنكشاف الحجاب عنك لترى ماغاب عنك سابقا ستقول رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت لكن بعد فوات الأوان . فهل سنتحلى بصفات الملائكة وطيبها ونقاوتها وصدقها وإيمانها وهم يسبحون الليل و النهار لايفترون لنأخذ من صفاتهم ولو القليل ومن نقاءهم لتكون أنفسنا كنسائم عطر من وردة عبقة برائحتها وهي كلمتنا الطيبة مع الناس من حولنا وبكلمات تحمل السكينة لقلب أخ لك مؤمن تواسيه لتحمل معه أثقاله وأن تستطيع أن تدخل أيضاً في قلوب الناس بحنانك مداويا للجروح مثل ماء عذب صاف من نبع نقي تروي ظمأهم بكلمات سواءأ كانت بمواساة أو بدفعهم لمعرفة الله تعالى بأسماءه وصفاته وتعزيز ثقتهم بالله الودود للتسليم والصبر لأمر الله وبالحديث عن جنات النعيم التي أُعدت للصابرين وبكلمات منك رقيقة حتى لاتؤذي فيها قلب أخاك وصاحبك الحميم فتكون كلماتك بلسما وشفاء لتكون مثل تغريدة عصفور شجية بجانب نافذة مريض تدخل في قلبه نفحات أمل يكون فيها شفاءه فابتسامتك شفاء كما كلماتك الطيبة ستكون له بلسما وشفاء وستكون له بمثابةحياة بعد اليأس والكآبة وتكون بذلك جابرا للخواطر قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) "وهو نور الله في الأرض قال تعالى: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات وكانوا لنا عابدين) هي العبادة التي يفخر بها الإله أمام ملائكته بعباده الصالحين وهي فعل الخيرات والعمل الصالح المحاسبة المحاسبة قبل فوات الأوان إستدراك الوقت قبل أن تُسحب ورقة الإمتحان من بين يديك فجاة ودون سابق إنذار..وكم سحبت الورقة من بين أيدي أعز الناس لنا ولم نعتبر (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الزميل عبد القادر تلجبيني
تعليقات
إرسال تعليق