نفحات إيمانية عبقة /عبد القادر تلجبيني

 ومع نفحات إيمانية عبقة نتنسم بها عطر  ونسائم  قدوم  شهر رمضان المبارك  شهر الرحمة والغفران من رب كريم  شهر الطاعة والعبادة  فيه تنزلت آيات الرحمة من رب كريم.لطيف  بعباده الصالحين وذلك  بقوله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولايربد بكم العسر  وقوله تعالى وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وفيه أعظم ليلة  قدرا وبركة وفضلا إن إنها ليلة القدر  اللهم بلغنا رمضان وبلغنا ثوابه وثواب ليلة القدر  واعفوا عنا  واغفر لنا وارحمنا  وأنزل سكينتك علينا ومتعنا بالأمن والأمان يا من رحمتك سبقت غضبك يا كريم 


عندما يبصر القلب ومن خلال دفقاته و نبضاته  العميقة وقبل العين فيحلل الأمور و يرسلها للعقل كنور هداية ليستجيب العقل بعد ان يقرها القلب بفضل نور اودعه الله فيه  بعبق نورها الإيماني ويقرها العقل  فالفضل بذلك يعود للأسرار الخفية التي أودعها الخالق سبحانه  بذلك القلب الخاشع  لله تعالى وبسر تكوينه الإعجازي الرباني حيث قال تعالى ( أما آن لهذا القلب ان يخشع لذكر الله وما نزل من الحق  وقال صنع  الله الذي اتقن كل شيء ) وبأنوار  معرفته التي اودعها الله  بذلك الفؤاد  وهو القلب  قال تعالى ( ألايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) وعندما يصدر القلب  الحكم على الأشياء   من شغاف قلب صادق مرهف الإحساس بنور الله سبحانه  وتعالى وقبل ان يفسرها العقل فذلك سر الهي لايعلمه الا  الله الخالق سبحانه  حيث قال تعالى( نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين  وقال تعالى صنع الله الذي أحسن كل شيء  خلقه وقال  أفلم يسيروا في الأرضِ فتكونَ لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصارُ ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور )  قلب المؤمن هو الذي  يميز الطيب من الخبيث فهو مصدر الأحاسيس والمشاعر المرهفة والدقيقة  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و إن في الجسد لمضغة  إذا صلحت صلح  الجسد كله وإن  فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فاذا  تأثر القلب تأثر سائر الجسد  وإذا سعد القلب سعد سائر  الجسد بسعادته فهو الموعز والمتحكم بأعضاء الجسم  كلها  بحكمة من الله وإرادته وتدبيره  حيث قال تعالى  مؤكدا  وبآياته الحكيمة( ليربط على قلوبكم  ويثبت به الأقدام  وقال في أم موسى وإن كادت أن تبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)    وقال يصف قلوب الكافرين المظلمة بالكفر (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم   وقال أيضا   (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا )  وبعد البحث العلمي الطويل في خلق الله وإيداعه أسرار خلقه تبين للعلماء  بأنه هناك دماغٌ شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كلّ خلية من خلايا القلب، ففيه أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقةٍ فائقةٍ على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات و تخزين المعلومات، ثم يتمّ إرسال المعلومات إلى الدماغ. هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك. إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ، ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات  وثبت مؤخراً أن القلب وغشاءه البريتوني "الصفاق" يحتويان على أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تشبه خلايا المخ، وأنهما يفرزان كماً من الهرمونات إلى تيار الدم المتجه إلى المخ وإلى باقي أجزاء الجسم‏، فيتم بينهما وبينها نوع من التخاطب والتنسيق، وأن المخطط الكهربائي للقلب وغشائه هو أكبر بمئة ضعف من المخطط الكهربائي للمخ‏، وطاقتهما المغناطيسية تفوق طاقة المخ المغناطيسية بخمسة آلاف ضعف.ولكن ليس في القلب الدموي وإنما في اللطيفة الربانية، فالقلب شديد الصلة والارتباط بالعقل إذا قلنا إن القلب في الصدر والعقل في الدماغ”. قال تعالى مبينا الصلة بين العقل والقلب "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ  فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ  ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ  ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ  فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ   إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سأصليه سقر وهو   وليدابن المغيرة حيث كان  من اكثر الناس بلاغة وذكاء  في قريش إنه أحس بقلبه طراوة وحلاوة القرآن بعد أن سمعه لكن  فكره وعقله لم يسعفه في التصديق بآيات الله فسارع  عقله وأصدر  الأمر بعدم ااتصديق لعدم وجود قلب مشبع  بالإيمان وبهدى الله ونوره وبذلك ابعده عن نور الله ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور افلايتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها  ) قال تعالى قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ .وحديث انس ابن مالك عن شق صدر رسول الله واستخراجه وغسله واستخراج قطعة وخثرة  منه من قبل الملائكة وذلك  لكي لايستحوذ الشيطان بكفره وفتنته على قلبه الشريف بغية إضلاله  عن سبيل الله وهو معصوم عن الخطأ   فالقلب يطلق عليه كذلك إسم  الفؤاد لقوله تعالى لنثبت به فؤادك .فالموجه للإنسان في حياته هو القلب  وعملنا في الحياة الدنيا مبني على تصديق القلب بالنية الصادقة المخلصة لله تعالى  فإن تعريف الإيمان هو ماوقر في القلب وصدقه العمل وإنما أعمالنا كلها مرهونة بحسن النية ولاتعد   صالحة  إلا بعد الكشف عن مصداقيتها في القلب قال صلى الله عليه وسلم   إنما الاعمال بالنيات وان لكل امرئ مانوى  وقال تعالى  والعمل الصالح يرفعه والدليل حديث رسول الله  تسعر النار بثلاث عالم ومتصدق وشهيد  كانوا أول من سعرت بهم النار  لأن النية  لم تكن خالصة لله تعالى بل كانت النية  لكي يمتدحهم الناس وليقال عن هذا  عالم وهذا شهيد جرئ وهذا متصدق كريم لا  ليتقربوا بهذه الصفات  الى الله  بصدق وبما أمر الله به من عبادة وإيمانا    فيتوجب علينا وصل سلوك القلب الذي ينبع بالإيمان والإخلاص للخالق  في كل أعمالنا بصلاتنا وصيامنا وصدقاتنا و من  خلال أعمالنا الخيرية  لا أن نستغل أموال المؤمنين التي كلفنا بتوزيعها للناس المحتاجة المنكوبة وذلك  لمصالحنا الشخصية ونحرم  بذلك مستحقيها ونكتنزها  قال تعالى(  يوم يحمى عليها في نار جهنم  فتكوى بها جباههم   وجنوبهم وجلودهم هذا ما كنزتم  لأنفسكم  فذوقوا  ماكنتم  تكنزون ) وربما يكون الجزاء من المنتقم الجبار مباشرا   قال تعالى ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسون)    فيجب وفي كل عمل نقدم عليه ان نستحضر الله بقلوبنا لأن   الله مطلع علينا  ويعلم خائنة  الأعين وما تخفي الصدور وذلك خشية أن يحبط عملنا  ويذهب هباء منثورا  قال تعالى ( وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا  وقال  يعلم خائنة  الأعين وما تخفي الصدور ) فالنية سابقة العمل  وإن كل أعمالنا أحصاها الله تعالى في كتاب لايضل ربي ولاينسى  وقيمها الله لنا  وذلك بحسب نيتنا  قال تعالى ( لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) وفي آية اخرى قال تعالى  (  لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم  ولكن يؤاخذكم  بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم )  وميز الله العقل بالتفكر  والعلم والادراك والتمييز بين الحق والباطل  فقال ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الأ لباب وجَعل الله تعالى أيضاً العَقل الذي يَميز بينَ الحَق والبَاطل، وبينَ المَعروف والمُنكر، وبينَ الخَير والشَر، في القَلب.النابض فعليكَ بالمُحافظَة عَلى نَقاءِ قَلبك وَصفَاء عَقلك، وابتغِ مِن حُسن عَقلك، يَقظة قَلبك، فالسَعادة مَناطها السَير بعقلٍ يتدبّر، وَقلبٍ يتصوّر.. "العَقلُ يُنذرنَا بِما يَنبغي تَجنبَه، والقَلب يَقول لنَا مَا يَنبغِي فعلهُ".  القسوة واللين مصدرها القلب  حيث قال تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة  وقال ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ) يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك  أللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك  واجعل حبك أحب إلى قلوبنا من الماء البارد على الظمأ ومن كل شيء ياعظيم  ربنا ألف بين قلوب المسلمين، وانزع البغضاء والعداوة من بينهم، واكشف عنهم البلاء والغمة والكوارث والزلازل  برحمتك ولطفك وعفوك وكرمك يارب العالمين. وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء