و كما يتألق نجم الثريا / عبد القادر تلجبيني

وكما يتألق نجم الثريا بسحره ليعانق بأنواره المضيئة وجماله وبروعته كبد السماء رفعة وجمالا وكما يحتضن البحر في أعماقه الدر كامن وبكل رقة وحنان فإن قلوب الصالحين كذلك تضيء بجوهرها ودررها حينما تنثر عطرها على كل من حولها نورا وهدى وقيما فسبحان من أعطى القلوب الصالحة دررا وجواهر من القيم الأخلاقية والمثل العليا لتسموا بروعتها وتعطي من طيب أنفاسها عبق ريح المسك برفعة أعمالها المتألقة روعة وجمالا وهي يتوج بالعمل الصالح وتنبض قلوب الصالحين بدرر النقاء والصفاء والطهر والرحمة والوداد والإيثار ويكون مثلهم كبائع المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، وهو الإنسان الصالح والصديق الحميم وهوالناصح الشافي وإنما يتمثل روعة ذلك الصلاح بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فلنكن جميعا قلبا واحدا ينبض بالود والصدق والرحمة وبفعل الخيرات والمقصود بالصلاح هو الصلاح في الأعمال والأفعال الخيرة الطيبة وفي حسن وطريقة تعاملنا وإخلاصنا مع الناس جميعا لذلك كله نزه الإله سبحانه وتعالى العمل الصالح عن كل الأعمال الأخرى حيث قال تعالى (والعمل الصالح يرفعه) وقال تعالى أيضا في سورة الكهف عندما وجه الخضر عليه السلام لإقامة الجدار للغلامين اليتيمين لسلامة كنزهما قال تعالى وكان ابوهما صالحا لذلك نالوا رحمة الإله سبحانه فعندما تكون أعمالنا صالحة خالصة لله تعالى فإنما نكون قد اصلحنا مجتمعا كاملا وأعدنا بناء بنية حضارتنا عندها تأتينا السعادة وتدخل الينا ومن جميع أبوابها لتغمر الناس جميعا طهرا ومودة ورحمة فما هو تعريف الصلاح الذي استحق أن يسمو فوق الأعمال كلها في الدنيا والاخرة عُرِفَ الصَّلاَحِ : بِانه الإسْتِقَامَةِ وَالسَّلاَمَةِ و بذل الجهد وإصلاح ذات البين التي هي الأساس في التكافل والتضامن الإجتماعي لتطوير وتحسين العلاقات العامة والخاصة بين الناس ونبذ الغل لتقوية الروابط فيما بينهم؛ وإزالة المشاحنة والخلاف، ومنع القطيعة وإقامة الإلفة، وإشاعة روح الحب والتعاون والتضامن والإخاء بين الناس وبالكلمة الطيبة حتى يكونوا بتوادهم وتقاربهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا أما عن التواضع عند الصالحين فهو أن الناس سواسية كأسنان المشط الواحد وهي مكارم الأخلاق الذي تحلى به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام روي في السنة النبوية أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَهُ مِنَ الرِّعْدَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ”،حقا أنه على خلق عظيم لذلك استحق ذلك التكريم من الله تعالى وهنا يأتي دور اللبنة الأساس للصلاح و في تنشئة الأبناء تنشئة صالحة من خلال إضفاء السعادة في المنزل ونقصد هنا المراة والزوجة الصالحة حيث يصلح بها الله الزوج نفسه ويصلح ويؤسس بها الذرية الصالحة و تساهم بإصلاح وتعميق العلاقة بين الزوج ووالديه وبرهما والحث على الوقوف الى جانبهم ولاتنسوا الفضل بينكم ويبارك الله لهما في أسرتهم من رزق وسعادة وحياةطيبة فتكون قد ساهمنا في بناء مجتمع راق متكامل البنيان متماسك الأركان فالمرأة الصالحة تحفظ زوجها سواءً كان حاضراً أو غائباً، ويكون حفظها له بمحافظتها عليه وعلى نفسها وعلى عرضها وعلى ماله. وبذلك تغرس في قلوب وعقول أبنائها وعائلتها ثمار الصلاح والإستقامة والأخلاق الحسنة لإيصالهم للطريق الصحيح والمستقيم في حياتهم وهي بناء الأسرة السعيدة والمبنية على الأسس والقيم الاخلاقية الراقية وهي الذرية الصالحة والتي ستكون قدوة حسنة يقتدى بها بفضل التربية المثلى فهي المدرسة الأولى في حياة الأبناء ويحصل ذلك التكامل في صلاح الأبوين وهما القدوة المثلى للحياة الفاضلة وبذلك نكون قد أسسنا جيلا راقيا من الأبناء تسودهم مكارم الاخلاق والمثل العليا في بناء مجتمع حضاري صالح يكون مثالا يقتدى به وطريق حياة ونكون قد اعددنا الانسان الصالح لقوله صلى الله عليه وسلم وولد صالح يدعو له قال تعالى في الصالحين (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
وقال (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء