فاتنتي / محمد البشير الشويعري
فاتنتي
عجز اللسان وماطلتني أحرفي
وغدا يراعي توأمي في موقفي
وصحيفتي تصبو لقول صبابتي
ولإسم فاتنتي عليها وتكتفي
ياويح نفسي قد فقدت ثلاثتي
قلمي وقرطاسي وحسي المرهف
وبكيت من جُرح على كبدي الذي
فطرته أشواقي وحر تلهفي
والقلب ذاب من الصبابة والجوى
والجسم كاد من التياعي يختفي
والنار تسري في عظامي مثلما
تسري السعادة في صحيح مترف
ومدامعي تنصب في نار الحشا
والنار توقدها دموع المدنف
ياليت اجفاني يحالفها الكرى
ياليت قلبي في الهوى لم يعرف
إن التي أحببتها أحيا بها
وأذل كي تسمو ولم استنكف
إن الغواني لا كغانيتي ولا
حُسن اللآلئ يستميل عواطفي
عيناها يكمن فيهما سر
الحياة وبهجة لم تُوصف
فالازرق الدفاق يجري عابثا
والابيض الفيَّاض لم يتوقف
حتى بدو حول الاميرة مثلما
حفَّ الخُويتم اصبعاً بتلطف
عجز اللسان وليته لم يعجز
بئس القريض اذا لمدحها لم يفي
فالروض بسام تفتح زهره
والدوح ذو ارج وظل وارف
والباديه الحسناء كان تعلقي
بربارب فيها وحُسن زخارف
حُظيت بإحقاف تخال كأنها
عند الاصيل كعسجد مترادف
وعليها أطواد تقر لحسنها
عين الكفيف وطرف طفل طارف
هي جنة الابرار أنَّى مدحها
هي ثامن الجنات عند العارف
هذي هي الحسناء ذات محاسن
علقت بها روحي وقر تشوفي
عندي هواها احلى من أمن أتى
في يوم رعب لفؤاد خائف
أهوى ثراها بعد ملة أحمد
ولغير ذين كل حب ذائف
أنا لا أقلل من حوياء حقها
أنا لست ظلَّاما ولا لن اجحف
هي بهجة الدنيا ومأوى خافقي
إن لم أبجلها إذاً لم أنصف
لكن نهجي والتراب أوائل
حواء بعدهما وحق المصحف
د . صالح الشويعر
تعليقات
إرسال تعليق