اول دمعة / بسام اليافعي
أول دمعة ..
لا تسألــــوه عن مـدى إعجابـي
أو مـالـه فـي القلب مـن أسباب
أمرُ الهــوى يا مَنْ يُسـائِلُ مـالـه
سببٌ نبـــرِّرُه بـِعُقْمِ جــــواب
روحان فـي سفـر الـمحبة قبلما
عرفا الـحياة - تـألـفـا - بحِقَاب
فربى الهوى في الخافقين ترقبا
لقياهما لـيدبَّ فــي الأحباب
فتـراهما نصفاً ألـمَّ بنصفه
فتكامـلا فـي الإسـم و الألقاب
عيناهما وتـرٌ و ريشٌ والهوى
بهما يـدنـدنُ قصة الإعجاب
بتناغمٍ عزف المشاعر صبوةً
والحبُّ أغنيةٌ. على الأهداب
يتهامسان على التباعد دون أنْ
يعيَ المكانُ حرارةَ الأكواب
لغةٌ أشفُّ من الضياء حروفها
وأرقُّ من طيفٍ على الألباب
كلماتها نُخَبٌ تدور كؤوسها
بالعشق تحملها يدُ الترحاب
شَرِبَا على ظمأ السنينَ بلهفةٍ
كأسَ الغرام وأُسْكِرَا برضاب
روحاً لروحٍ بثَّ كلٌ ما به
من حاجةٍ وتعانقا بتحاب
في ظرف ثانيةٍ يقولانِ الذي
يحتاجُ عاما في يدِ الكُتَّاب
فقد المكانُ أمامهم أحكامه
ونأى الزمان بنفسه و حساب
حتى إذا أزفَ الوداعُ ولوحتْ
أيدي القلوبِ وآذنتْ بذهاب
ضربا بأولَ دمعة ٍ محزونة ٍ
وعداً لأقربَ موعدٍ لإياب
ورؤاهما قُبَلٌ تُقاسمُِ فيهما
فرحَ اللقا ، وأسى الغياب النابي
يتبادلانِ بها الشجونَ تَأَمُلاً
ملأ المكان بعطره المُتَصَابي
مشيا الطريقَ تَلَفُتَاً حتى غدا
وجه الطريق من الهوى ككتاب
في كل شِبْرٍ خطوةٌ زرعا بها
نبضاتِ شوقٍ أو حنينَ غياب
حتى استحالا في العيون تَواصُلاً
فتحا عيون القلب كالأبواب
خلف الغياب عن العيون تواريا
جسدا وباتا أقرب الأنساب
بسام اليافعي
تعليقات
إرسال تعليق