عندما تتنسم اورع نفحات عطرية / عبد القادر تلجبيني

 مثلما نتنسم أروع  نفحات عطرية  عبقة وذلك مع إطلالة ربيع  يحمل بروعة جماله وحسنه كل معان الحب والأمل والتفاؤل ويحمل بطياته  وجماله روعة نبض الحياة السعيدة  للناس جميعا                                                                              أو كابتسامة ترتسم على وجه  طفل تحمل كل انواع البراءة  بروعة جمالها و كل معان الغبطة والمتعة والأمل وهو في ذروة  عيده ليملأ بابتسامته كل أرجاء الكون سعادة وأمنا وسرورا                                                                     كذلك ترقى النفوس الطيبة والتي تحمل بسمو أخلاقها  الأمل والنقاوة والسعادة  وذلك بطيب صفاء قلوبها  وبندرة جوهرها المضيء ودا و خلقا و تراحما

وكذلك  ترقى سائر الأمم وتسمو حضاراتها  كلما ارتقت  بأخلاقها  فإن عبق عطر أنسامهم الرائعة  يكمن في جمال كلماتهم  الطيبة  والتي كلما ارتقت بحروفها يكون وقعها اشد تأثيرا  في النفس برقيه  وذلك من خلال إخلاصهم  في التعامل مع الآخرين ومن خلال الصفاء  الروحي لديهم  لأن أساس الرفعة والسمو هو في جوهر التواضع لذلك نشاهد بأن سنابل القمح كلما امتلأت إزدادت إنحناء  وتواضعا وكذلك  فإن أصحاب العقول النيرة  والممتلئة علما وحكمة وفضيلة يزدادون تواضعا وحكمة واتزانا كلما ارتقوا بعلمهم وثقافتهم وحكمتهم  و إنّ كلّ فضيلة تدمر ذاتها إذا خلت من التواضع.  فكم تسرني وتعجبني معاشرة الناس البسيطة  الذين لا يفتخرون في حياتهم  سوى بأخلاقهم الرفيعة  لأن غايتهم في الحياة تقديم السعادة للآخرين وذلك من خلال إشراقة إبتسامتهم  الطيبة على وجوههم ومن خلال تواضعهم   أولئك الذين  يحملون في صدورهم القلوب الطيبة لهذا  فقد  كرم الإله سبحانه  وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم  عندما قال له  ( وإنك لعلى خلق عظيم) كذلك كانت توجيهات الإله سبحانه و تعالى لنبيه  بالتواضع للمؤمنين وذلك رحمة  منه  وفضلا على عباده فقال تعالى  (واخفض جناحك للمؤمنين) ومن تواضع الرسول  محمد  صلى الله عليه وسلم                                                         يحكى بأن رجلا جاء إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  حتى إذا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَته الرِّعْدَةِ،والخوف والرهبة   فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ" تواضعا واستقرارا لنفس ذلك الرجل الذي هابته شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم  ولعظمة قدره 

وعن جابر رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ، عن طعام  فقالوا مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ «نِعْمَ الأُدُمُ الخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ الخَلَّ».  وذلك يدل على  استحسانه صلى الله عليه وسلم  لكل أنواع الطعام وما عاب طعاما قط  وذلك لتواضعه وبمديحه للطعام الموجود ببساطته  و تعريف التواضع هو رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقه فضله ومنزلته و أمأ الفرق بين التواضع وبين التذلُّل فهو أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له.

أما  التواضع فهو  إظهار قدرة من يتواضع له، سواء أكان ذا قدرة على المتواضع أو لا  فإنه  لا يتواضع إلا من كان واثقًا بنفسه ولا يتكبر إلا من كان عالمًا بنقصه. وإن الأمور التي تعرفها أنت فهي تعادل في حجمها حفنة الرمل التي في يدك، وأمّا الأمور التي لا تعرفها وتجهلها فهي تعادل في حجمها حجم الكون الواسع . فالتواضع هو سر نجاحك في حياتك  بالإضافة لمحبة الناس لك ووثوقهم بك  فلا  تمشِ فوقَ الأرضِ إلا بتَواضُع  وامش الهوينا  فإن هذا الثرى من رفات  قومٌ همُ  بالقدر والقيمة والرفعة أرفع منك وبالفضل أكثر  منك حيث قال تعالى  ، (ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور ) وقال تعالى( ولاتمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ  الجبال طولا )  وإن لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع  فإنه  لا يتكبر إلا كل إنسان وضيع ولا يتواضع إلا كل  إنسان رفيع.  وإنه كلما ارتفع الشريف بأخلاقه وعلمه  تواضع، ، وإن ثمرة التواضع هي المحبة وأرفعُ الناس قدراً هو  من لا يرى قدرَه وإن أكبر النّاس فضلاً  هو من لا يرى فضل  وإن من تواضع لله  زاده الله رفعة ومنزلة  قال تعالى( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا  وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).و من يتكلم  مع الناس دون تواضع  فإنه سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة ومستساغةلدى الناس وعن التواضع                  دخل الخليفة عمر بن عبدالعزيز مسجد دمشق في السَحَرِ ليصلي وكان المسجد  مظلماً وفيه رجل نائم فأصابه  الخليفة عمر  برجله لأنه لم يرَه من شدة  الظلام فقال له الرجل أما ترى؟ أأنت حمار؟ فقال له  الخليفة عمر  لا  بل أنا عمر بن عبدالعزيز. فقال مرافقٌ للخليفة عمر يا أمير المؤمنين لقد  قال لك ياحمار  فقال له الخليفة  عمر لم يقل لي ياحمار بل سألني هل أنت حمار  فأجبته بأنني عمر    

 هذا هو  التواضع وهذه هي الأخلاق الراقية  مع جمال الكلمة  الطيبة العبقة والتي تحمل الود والصدق  والحب والرأفة بالناس جميعا فليكن التواضع أساسا لنا ومبدؤنا  في الحياة من خلال تعاملنا مع الناس جميعا  قال تعالى( تلك  الدار الآخرة نجعلها للذين  لايريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء