أشرقت شمس الروح / محمود محمد أسد

محمود محمد أسد
  أشرَقَتْ شمسُ الرّوحِ
يا بِقاعاً صانَ الإلهُ ثراها
  و اصْطفاها بالبيتِ ثمَّ حماها
  فَغَدَتْ قِبْلَةً تشعُّ نقاءً
  ما رأيْتُ السَّنا بغيرِ هُداها
  هي أرضُ الأخيارِ، جئْنا إليها
  مِنْ جِهاتٍ معقودةٍ في لِواها
  حَمَلوا شوقهمْ ,و جاؤوا فُرادى
  و جماعاتٍ، يا لحُسْنٍ حواها!
  يا لَشَوقي! فالشَّوْقُ نَبْعُ يقينٍ
  هي طُهْرٌ ,و النّفسُ نَبْضُ سناها
  هي نورٌ، و الرّوحُ تسمو إليها
  ما أُحَيْلاها! فائِزٌ مَنْ أتاها
  لم يكنْ للدُّنيا أمامي مكانٌ،
  فحبوري لمَّا هَجَرْتُ لَظاها
  و تجاهَلْتُ مكرَها و صِباها
  فاصطحبْتُ الأبرارَ خوفَ أذاها
  هي دُنيا مزروعةٌ بالأماني
  و الأماني معسولةٌ مِنْ لَمَاها
  هي روضٌ، و الشّوكُ بين زهورٍ
  فاز فيها مَنْ قامَ يجني شذاها
  فاز فيها مُسافِرٌ ,و حكيمٌ
  قَرَأَ الدَّرْبَ يومَ أزْكَتْ رَحاها
  تلكَ أرضٌ ضَمَّتْ إليها صِحاباً
  زرعوا البَرَّ، و افتدَوا مَنْ بَناها
  أبحروا في الإحسانِ، و الدّينُ فيهمْ
  عَمَلٌ ,يَنْزَعُ الأذى مِن مُداها
  عشِقوا كلَّ آية، أيْقَظَتْهُمْ
  مِنْ سُباتٍ، و استَعْذبوا مُحْتواها
  أقدموا للخيرِ العميمِ، فكانوا
  وَمْضَةً, حرَّرَتْ شقاءَ دُجاها
  لا ترى فيهمْ غيرَ فِعْلٍ سخيٍّ
  و خشوعٍ ,لو جاءَ بيداً حياها
  هاهُنا بيتُ اللهِ .شعَّ ضياءً
  فسوادُ الثّوبِ الجليلِ ,جَلاها
  مِنْ هُنا إبراهيمُ حطَّ أساساً
  لبناءٍ، و الأمرُ كان شِفاها
  فانْجَلَتْ حُلْكَةُ الضَّياعِ، و صِرْنا
  أمَّةً تخطو كي يعيشَ سِواها
  نحنُ في مكَّةٍ و تلكَ رُباها
  زُرْ دياراً ,أعطَتْ نميرَ نداها
  أنتَ في النّورِ و الهدى. فاتَّئِدْ لم
  تَرَ عيني حُسْناً .يجاري صِباها
  إنَّني عبدٌ قادِمٌ بذنوبي
  إنَّني سائِلٌ إلهاً ,حَباها
  جئْتُكَ اليومَ يا إلهي ؛و قلبي
  ظَمِئٌ .إنِّي تائِقٌ لِرُؤاها
  فاسقِني شهداً مِنْ حَلالٍ، فإنِّي
  مُذْ نَحَرْتُ الآثامَ رُمْتُ ثراها
  أشرقَتْ شمسُ الرّوحِ بعدَ شتاتٍ
  و استردَّتْ مِنْ جَهْلِها ما اعتراها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء