من هي المرأة / محمد توفيق ممدوح الرفاعي

من هي المرأة
الجزء الثالث 
قصة الخلق والنشوء بين الميثولوجيا والحقيقة
الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي 
 3 - المرأة بين الميثولوجيا والحقيقة
وفي ميثيولوجيات أخرى نجد أن بعض الأمور قد اختلطت فيما بينها منها ما تباين ومنها ما اختلف والبعض منها انصهرت مع بعضها لتشكل رؤية ثالثة فيما بين تعاليم الإله الواحد وتعاليم الآلهة المتعددة ولذلك تعددت الروايات والصور المنقولة عبر التاريخ حول مكانة المرأة وحقوقها وواجباتها ومكانتها الاجتماعية في الكثير من الحضارات القديمة كالإغريق والرومان وبلاد الشام والرافدين ومصر والجزيرة العربية وحضارات البحر المتوسط وشرق آسيا فمنهم من جعلها تابعا للرجل تقوم على خدمته تمتثل لأوامره بمثابة الآمة له تباع وتشرى في أسواق النخاسة وهناك ما هو على النقيض تماما جعلت للمرأة مكانة خاصة لها فكان لها استقلاليتها وقدسيتها واحترامها وحصانتها، متمتعة بكامل حقوقها الاجتماعية والقانونية والسياسية والدينية والاقتصادية، وكثيرا ما نجد في كتب التاريخ قصصا كثيرة تتحدث عن دخولها معترك السياسة ونجحن فيها وضربت الأمثلة عن المكر والدهاء والحنكة التي اتصفت بهم في السياسة والحكم والحرب ولذلك علت علوا لا نظير له فسادت واعتلت عروشا وقادت جيوشا وخاضت غمار الحروب وانتصرت على أعتى جيوش العالم قوة وقادة ، وهناك شعوب جعلت منهن آلهة تعبد فصنعوا لها تماثيل وصورا جدارية كإلهة الحب والخصب والجمال والعدل، ومنهن من تزوجن آلهة فأنجبن آلهة أو ملائكة منزهة فعبدن وحكمن الدول في آن واحد وكان منهن ملكات وآلهة في آن واحد حكمن دولا عدة .
4- المرأة في الشرائع السماوية
أما الشرائع السماوية فقد اتفقت جميعها وبالنص أن الله هو الذي صنع آدم بيديه ونفخ فيه الروح، وقصة الخلق هذه ترويها لنا جميع هذه الكتب بشكل متشابه إضافة إلى أن الله هو الذي سماه باسمه آدم فخاطبه وناداه باسمه مباشرة بعد أن نفخ فيه من روحه موجها إليه الخطاب ومن خلاله إلى حواء التي لم يذكر اسمها الله صراحة في جميع هذه الكتب ولا عن كيفية خلقها، وأيضا لم يذكر في كتب التاريخ وما يذكر عن قصة خلق حواء وتسميتها بشكل واضح ومتشابه كلها مأخوذة عن الأساطير وعن رواة أو مبشرين هذه الأديان ، ثم أطلقهما الله في الجنة بعد أن علم آدم كل الأسماء وأعطاه الوصايا والتعليمات التي يجب عليه اتباعها والالتزام بها محذرا إياهما الاقتراب من الشجرة المحرمة أو تناول ثمرها ، من المعلوم لدينا فقط أن آدم وحواء كانا زوجين بدليل النصوص الواردة في هذه الكتب اخترت منها ما ورد في سورة البقرة حيث خاطب الله تعالى آدم قائلا (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) وما ورد في العهد القديم من سفر التكوين ( وقد سميت "حواء" لأنها كانت أم كل حي ، وقد خلقها الله بعد أن سمح لآدم أن يرى أنه ليس له رفيق مناسب بين الحيوانات أي أنه لا يوجد مخلوق آخر مثله لهذا خلق الله حواء نظير آدم وخلقت حواء على صورة الله تماما مثل آدم ، وحذرهما أنه يوم يأكلان من تلك الشجرة موتا يموتان ) وما عدا ذلك مما ورد ووصل إلينا هو روايات متناقلة، فكلمة زوج هنا تعني لغة البعل أو القرين، ونلاحظ أن الله بمخاطبته آدم دون حواء وتقديمه عليها ليس تقليل من شأنها وأمرها بدليل أن التكليف والنهي كان لهما معا وقد يكون من باب تأكيد قوامة الرجل على المرأة تكريم لها ورفعة لشأنها وأنه أقدر على تحمل الأعباء بسبب صفة المرأة العاطفية ، وهنا لا بد من التنويه جهالتنا بالمدة التي مكث فيها آدم وحواء بالجنة معا وقبل خلق حواء قبل إهباطهما إلى الأرض بعصيان آدم وأكله من الشجرة المحرمة وإرغام حواء على الأكل منها ، أما بالنسبة للتزاوج والتناسل والإنجاب فقد تم على الأرض بدليل كل الروايات ، ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الفلاسفة وبعض الفرق الدينية جنحت إلى الاعتقاد بوجود أكثر من آدم وأكثر من حواء رادين ذلك إلى أن المنطق الجدلي الذي يتطلب وجود أكثر من أب وأم للمصاهرة والتزاوج الصحيح، واتفاق الأديان على حرمة زواج المحارم كزواج الإخوة الأشقاء، ويبقى هذا مجرد اعتقاد وفلسفة استقرائية لعدم وجود صريح النص والدليل المادي وأيضا عدم وجود الفائدة من الخوض في هكذا موضوع..
وإلى اللقاء مع الجزء الرابع
ولمن فاته قراءة الجزء الاول والثاني يستطيع الإطلاع عليهما عبر 
١_ رابط الجزء الأول
https://www.facebook.com/groups/619307675081102/permalink/2040615839616938/
٢_ رابط الجزء الثاني

https://www.facebook.com/groups/619307675081102/permalink/2042814349397087/?app=f

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء