دعني أنظر للجهة الخامسة/محمود محمد اسد

 محمود محمد أسد

دعْني أنظُرُ للجهة الخامسة

وحيداً أجيءُ إلي 

َّوحيداً أنادي دروبي البعيدة

ْوحيدا أغرّدُ للغيم ذاكَ الغريب

ْوحيدا أفتّشُ عن قبر أمّي وأمّي ملاكُ

 أفتّشُ عن صوتِ أختي  

                              تُحيتَ السرير          

 فُويقَ الوسادةِ

خلفَ الخزانة

ِأختي عروسُ  الذّيار الجريحةْ

ورائي تراتيلُ خوفٍ وصمْتٍ يُلاحقُ جمرَكَ ، 

  يذكرُ أسماء َلم تُبقِ غيرَ الجهاتِ الغريبةْ

وحيداً أعودُ إليها 

                  أمامي فصولٌ هزيلة

ْ تراني على صهوةٍ من رمالٍ 

     اضاعتْ أمامي بقايا الوثيقةِ،  

                          شدّتْ عليَّ وثاقَ  عهودٍ مريبةْ. 

  وحيدا سأحملُ مفتاحَ بيتي 

  وفوقي تحومُ طيورُ المكيدةْ

وأصحبُ عنوانَ طفلٍ 

سيرسمُ للنهرِ صورةَ  أنثى

 رعتْهُ بحسِّ الأمومة

ْأمامي تقول بأنّي فتاها  

  وأنّي سأحمي حِماها

          بُعيدَ خروجي تقولُ: 

    وهل يستطيعُ حمايةَ ثوبِهْ؟

 وتزعمُ أنّي غريبُ الجهاتِ،

نديُّ الطباعِ 

 وفي البالِ  يُسكِنُ أعباء َأرض

ٍ رماها اليبابُ بداء الرّعونةْ.

 وحيداً طويتُ الكتاب َوخفْتُ عليه   

         فنامَ دهورا

     وصارَ نديمَ العفونة

ْ         أتيتُ مساءً على بعدِ جمرةْ   

          أتيتُ لأقرأ شوقَ الحروف

      وما يَتيسّرْ..

وما كانَ للحرفِ عين

ٌ       تُنادِمُ ساعةَ أُنسٍ 

فهل للحروف عيونٌ تضيء المكانَ،

 وتحيي الزمان؟

 أليسَ الزّمانُ تكوّرْ؟؟

وحيدا أهاتفُ رسمَ المدينة

ِأرمي عليها السّلام

َ أجوبُ الجهاتِ وأكثرْ. 

               فجمّعْتُ أحزانَ طفلٍ

وشيخٍ عليه المكانُ تجمهرْ  

                أتشعرُ مثلي؟

 أيقرأ مثلي؟

أتُنصتُ مثلي، ويحزنُ مثلي؟ 

  فكلّ الحديثِ،

 وكلَ الطعام وفوضى المساء 

وصفوُ الصباح تغيّرْ 

 وصوتُ المسحِّرِ في الحي

ّ يبدو تعكّرْ

أتهربُ مثلي ، وتحزنُ مثلي

إذا أيقظتْكَ الحروبُ المعارةْ؟

وحيدا أجولُ،

وكلُّ الجهاتِ رمتني 

وحيدا أقومُ ..

أنامُ ..

 أغنّي ..

 وأحصي الديون

َ   وأذكر أهلي ويحضرُ بيتي امامي

 فيخضلّ وجهي، فاشهقْ 

أيمضغُ ذلُّ السّؤالِ انتظاري؟

أعيدُ السّؤالَ لمنْ جمَّدَ الوقت دهراً:

أغابَ الجوابُ ؟

أماتَ الجوابُ انتظارا وحسرةْ؟

أنمضي قريبا إلى جهةٍلا تُرينا المسرّةْ؟

أتمسي الدروبُ يباباًلمنْ ماتَ أمرُهْ؟؟ 

وحيدا أريكَ انهزامي

             وحيداً أدرتُ قفاي

َ      وأشعلْتُ جمرهْ

                 ************

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء