عندما تغشانا الرحمة / عبد القادر تلجبيني
عندما تغشانا الرحمة وتتنزل علينا السكينة وترقى بنا حتى تصل لنبضات قلوبنا فتؤنس الفؤاد وتغمرنا بالسعادة وبفيض حنانها لتمتزج مشاعرنا بالطمانينة و ترتاح بذلك النفس من هواجسها لتبلغنا شاطئ الأمان وما أحوج نفوسنا لبر السعادة والأمان وكلمة الأمان انما هي مشتقة من كلمة الإيمان وهو التسليم لأمر الله في كل الأمور فإذا كان الله معك فمن عليك فالأمان عندما كنت انت في رحم أمك جنينا يعمك الأمان وتغمرك السكينة وعند ولادتك تتعلق روحك بحب أمك لتنعم بحنانها وتكون هي الأمان لك والملاذ الوحيد وتكبر لتصبح شابا لينضم أبوك كذلك فهوالأمان والسند الثاني لك في حياتك وعند ما تصبح طاعنا في السن والهرم يهتم بك اولادك عندما تضعف وتخور قواك فيصبحوا هم لك الأمان وتريدهم أن لا يغيبوا عن أعينك لحظة واحدة لتأنس بهم فيصبحوا هم الأمل لاستمرار حياتك والإلمام بمرضك إن مرضت لتعود كالطفل الصغير بتعلقك بهم ولحاجتك لهم ليعينوك في حياتك ويتساعدوا ببرهم لك (وبالوالدين إحسانا) و ممتثلين قوله صلى الله عليه وسلم خاب وخسر وكررها ثلاث مرات فقالوا من يا رسول الله فقال من ادرك ابويه عند الكبر ولم يغفر له وذلك بدعائهم له وننسى ان الله سبحانه الذي وضع الرحمة وقسمها لمئة جزء أنزل جزءا واحدا منها للدنيا يتراحم به الخلق الا يجدر بنا ان نشكر الخالق عندما اودع بقدرته الحنان والرحمة بقلوب هذه الناس ليشعروك بالأمان في كل هذه المواقف ونتعلق بالخالق ونطلب منه الرحمة والأمان اليس بأولى بنا ان نطلب الأمان والأمن من الله سبحانه بتوكلنا عليه واخلاصنا له بالتوكل والعبادة والإخلاص والشكرله له وانه اليه يرجع الأمر كله لكننا ابتعدنا عن دين الله وتجاوزنا الحدود ونسينا التذكير بالعقاب الذي سيحل بنا إن ابتعدنا عن الطريق المستقيم ألذي أمرنا به الله سبحانه فجاءنا العذاب قال تعالى( افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) وهذا ما حدث لنا زلازل واعاصير وزادت حرارة الشمس لهيبا فوق رؤوسنا ولم نزل في غينا وضلالنا (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) وفقدنا الأمان لأننا فقدنا الإيمان وذلك يعود لقسوة قلوبنا على بعضنا البعض وجاءنا العذاب بماكسبت أيدينا فالأمان يعتمد على التوكل والإخلاص لله تعالى فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبوبكر الصديق في الغار وهم متوكلين على الله حق الإتكال وبقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه( لاتحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ) ويقول له ايضا (ماظنك بإثنين الله ثالثهما) فالإتكال على الله هو شاطيء الأمان قال صلى الله عليه وسلم من أصبح آمنا في سربه معافا في بدنه يملك قوة يومه فقد حيزت له الدنيا اذا كنت موقنا إنما انت في أعين الله وهو مطلع عليك وهوالذي كتب على نفسه الرحمة فتأكد تماما بأنه لن ينساك من رحمته ولن يضيعك بشرط ان تحفظ حدوده وتستقم كما أمرت وإن معنى الأمان والأمانة بمعنى , وآمنت غيري من الأمن والأمان " ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ، ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﺃﻣﻦ المجتمع فالأمان إنما تصنعه انت بنفسك من خلال ادائك أمانتك وتعاملك مع الناس فتعطي الأمان وثمار الأمان باخلاصك بعملك فسلامة الفرد والمجتمع حِسِّياً ومعنوياً، والطمأنينة وعدم الخوف أو الفزع والهلع، يكفل الحياة السعيدة للفرد والمجتمع، لأنَّه يوفِّر البيئة الصالحة والظروف الملائمة للتطور والتفكير في المستقبل،والتعاون المثمر بين أفراد المجتمع .قال تعالى :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } وبدون الأمن تضيق الأرزاق، وتهجر الديار، وتفارق الأوطان، وتشرد الأُسر، وتنقض العهود والمواثيق، وتنتهك الحرمات، وتصادر الحريات، وتبور التجارات، وتتبدل طباع الخلق فلا يصدقون إلا الإشاعات ولا يتحدثون إلا عن المَلمات. وبالايثار والرحمة والتعاون بين الناس والتوكل على الله والاستقامة نحقق الأمن لأنفسنا وللناس جميعا ليعم الأمان وتسعد الناس بها والمجتمع
الزميل عبد القادر تلجبيني
تعليقات
إرسال تعليق