دور القيم في تشكيل الأشياء / أحمد بلول

دور القيم في تشكيل الأشياء
للإنسان قيمٌ يكتسبها ،علمية، وأخلاقية، وثقافية ،وفكرية ، وإيديولوجية ، وفطريّة تولد معه كالذكاء ، والشجاعة ، والفطنة ، والفراسة ... لتكوّن هذا الإنسان ، فتحسب له أو عليه ، بها يُعرف وبها يميز ، وبها يُعلَى شأنُه أو يُحـَـطّ قدرُه ...وإنّ الإنسانَ بهذه القيم بنية ومُؤثِّرة متأثّرة ، تنصهر هذه مع قيم المجتمع لتشكّل أخيرا قيمة مطلقة للمجموعة علميا ، فكريا ،ثقافيا ،إيديولوجيا ، لتكوّنَ بنية مركزية هي الموجّهة للمجتمع تشبه على حــدّ ما البنية الوظيفية للغة، حيث الأصوات ، والحروف ، تشكّل الكلمة، فالجملة ، وأخيرا بنية النصّ ، وإنّ قوّة الأصوات ، أو الحروف في التأليف ،و تشكيل الكلمة كقوّة الأفراد في تشكيل المجتمع ، وإلاّ بِمَاذا سمّينا هذه الكلمة بليغة ، وتلك فصيحة ، وهذي ليست كذلك إلاّ بمعطيات رصد القيم ؟ وكلٌّ حسب تأثير السياق الخارجيّ وتفاعله داخل النصّ، وجودة النص بجودة هذه القيم التي تشكّل منها، ورقي المجتمع برقي قيم أفراده ، أو تُحطّ قيمته بفساد أو رداءة هذه القيم ، أو بفساد منهجها في التركيب والتأليف ، والمجتمع بصلاح إدارته ، واحترام نظامه في التطبيق، أو كوظيفة من وظائف أعضاء الجسم ، فإذا اعتلّت وظيفة ما من هذه الوظائف قلّ نشاط الأعضاء الأخرى فأثّرت فيه، أو تأثّر بها ، فكذلك الفرد – في تقديرنا - في المجتمع ، فهو البذرة ، والتربة ، والزارع ، والقاطف ، والمقطوف ، وقد نسمّي هذا دور القيم في تشكيل الأشياء..
فالأسرة بأفرادها يُجمَع رصيدُ قيمِ أفرادِها لتشكّل قيمة تسمّى بها الأسرة يُعلَى أو يَنحطّ شأنُها ، وكذلك المجتمع يُجمَع رصيدُ قيمِ تلك الأسرِ لتشكّل أخيرا قيمة مطلقة للمجتمع بها تُسمَّى ثقافتُه ومستواه الفكريّ،و الحضاريّ اطّراداً سلباً أو إيجاباً بالعدد ، وإنّي لأحسب الأشجارَ كذلك في الثمار والكثرة والنوع والطّلب ، وقسْ ذلك في جميع الأرصدة حتّى على مستوى الكلمات في اللغة ومنه قيمة النصّ بقيمة كلماته واختيارها وتركيبها ، و مستوى حجم الأفكار،ومنه الفكر الجمعيّ......أحمد بلول المسعديّ / الجلفة / الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء