و كما ( إن من الحجارة لما يشققفيخرج منه الماء ) عبد القادر تلجبيني

وكما ( إن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء ) صافيا نقيا عذبا ينساب و بكل ود وسخاء ليروي بعذوبة ماءه الورد والنبات والشجر ويغدق ثماره ويزهو الورد بنفحات عطره وعبقه راحة للنفوس وبلسما وشفاء بعد أن تهيأت له أسباب الحياة كذلك تنتشي النفوس عندما تلامس شغاف قلبها صفات المودة وماتحتويه من معان راقية سامية فتزهو وتعطي أرقى الخصال الأخلاقية من وفاء وصفاء وسخاء وطيب فهي هبة السماء لأهل الأرض لتكون من أسمى صفات الإله سبحانه وتعالى وتكون من أرقى صفات أسماءه الحسنى وهي صفة الودود  
وكما أن المودة هي من أخلاق النبلاء والصالحين وأولي القلوب المخلصة فهي تسمو لتعلو وترقى فوق صفة الحب لانها هي التي تجتذب الحب وتهيأه في القلوب لقوله تعالى في صلة الزواج ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فهي الإرتباط المصيري بين الزوجين لبناء أسرة سعيدة متكاملة ذات أسس متينة فكلما أظهر أحد الزوجين الإحترام والتقدير والإهتمام للآخر تقوى وشائج المحبة والترابط الأسري تزداد المودة ويزداد الحب بين الطرفين فالمودة هي استقرار وطمانية وسكينة لروحين تغمرهم السعادة والمحبة وهي من أعظم آيات الله في الوجود والتي منحها للزوجين لبناء علاقة حميمة بأساس متين لتكون طريق حياة لتأتي بعدها صلة الرحم فهي من أولويات المودة بين الأقارب و هي من ارقى المعاني التي تعبر عن المحبة والود والإلفة فصلة الرحم هي توثيق العلاقات والترابط الأسري وتوثيق المودة والتآلف بين الأهل والأقارب بصدق المشاعر وبالإخلاص في المودة وبالكلمة الطيبة التي تنبع من قلب صاف نقي كنقاء ماء أنزله الله من السماء فاحيا به الأرض بعد موتها قال تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) وترقى أيضا المودة لأسمى معاني الصداقة لتتلخص بالصديق الحميم والإخلاص والوفاء حيث قال تعالى( وقالوا مالنا من شافعين ولا صديق حميم ) هي صدق القلوب وتفانيها بالمودة لبناء مجتمع يزخر بالمحبة والتآخي وصدق ومعاني الرحمة والتراحم عاتب الإله سبحانه و تعالى سيدنا إبراهيم بمجوسي أراد ان يأكل من طعامه دون أن يسمي بالله فطرده فنزل جبريل معاتبا قال عن لسان الله تعالى اطعمته وآويته سبعون سنة رحمة مني وانت من اجل لقمة طعام طردته فذهب سيدنا ابراهيم يستسمحه فقال له إله يعاتب نبيه من أجل مجوسي ودخل الإسلام (كتب على نفسه الرحمة ) فالمودة هي التآلف والتآخي المعاملة والآخلاص بالقول والفعل والمعاملة والكلمة الطيبة وتمتد ايضا لتشمل المودة في بر الوالدين حيث قال النبي ﷺ إن أبر البر أن يصل الرجل ودَّ أبيه فصديق الأب هو مفتاح اسرار الأب وربما العائلة بأثرها لذلك في غالب الإحيان يحمل الصديق في قلبه الإخلاص والمودة لصديقه ولعائلته التي أصبحت أمانة في عنقه بعد وفاة صديقه الحميم وذلك بالمساعدة ومد يد العون لهم بماحفظ من مودة ووفاء لصديقه وما يكنه من مودة صادقة وإخلاص والمحبة لذلك يجب إحترامه وتقديره والمودة صفتان يكملان بعضهما البعض، فالمودة هي الوجه الحقيقي للأخلاق والإحترام في التعامل مع الآخرين، كما أن المحبة بين الناس تجعلهم لا يحملون البغض لبعضهم أو الغل وتجعلهم في حياة سعيدة، وما أحوجنا في هذه الأيام الصعبة للمودة ولتآلف القلوب والصدق والإخلاص في أعمالنا الخيرة من جبر للخواطر ولنكون كبائع المسك نعطي المودة فنحيي قلوبا كأزهار أذبلتها قسوة الحياة والمصائب والمحن لنكون كجدول ماء عذب يروي ويحيي القلوب المتعطشة للمسة حنان ولكلمة مواساة رقيقة تطيب النفس لتكون بلسما لجراحهم وأن نسارع بالخيرات بروح المودة والتراحم والسخاء فنشعر بعدها بالسعادة تغمرنا ونسعد بها عندما نعطيها للناس جميعا عن طيب خاطر لبناء مجتمع راق تسوده الإلفة والمودة والتراحم والترابط الإجتماعي

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء