حكايةما قبل الحكايات الأخيرة /محمود محمد اسد
محمود محمد أسد
حكاية ما قبل الحكايات الأخيرة
كان جدِّي
صفحةً بيضاءَ كالثلج تراهُ ....
كان لا يؤذي صغيراً
أو غريباً أو كنارا ...
يُطعمُ الجائعَ ،
يعطيهِ الأمانْ ...
يُخْرِجُ الماءَ من الجبِّ
و يدعو للصلاةْ ...
قال يوماً ، بل مراراً ،
قد سمعْتُ القولَ :
إ نّي مؤمنٌ بالله
و الأرزاقِ ، و الأعمارِ ، .
أ ستيقظ فجراً
أذكر اللهَ ، وأعْرقْ ...
أحمَدُ اللهَ ، وأشهقْ ...
ثمَّ أتلو ما تيسَّرْ .....
** ** **
كان جدِّي
يحملُ المعولَ و المنجلَ
يحنو لاثماً عطرَ الترابْ ...
يلثمُ الأرضَ ويُعطيها القصائدْ ...
ما رأتْ منهُ صدوداً
لم يبعْ متراً
و ضحَّى للبقاء ...
كانَ جدِّي عارفاً
حقَّ جميعِ الناسِ
و الأولاِد ، يعطيهمْ
من النُّصْحِ الفرائدْ ...
يقرَأْ الوجهَ و يبدا
بالتحيّه ....
كان جدِّي مُنْصتاً للطفلِ
و الأمِّ و يَرْضى بالحوارِ ...
كان مختاراً لحيٍّ ، فيه فقرٌ
فيه جهلٌ و خصامٌ
كلُّ شيءٍ فيه مرعبْ .
مَسَكَ الأمْرَ بحكمه .
دَفَعَ المال ليبقى ،
دَفَعَ الوقت ليصحو ...
زرعَ الخيرَ فأعطى ...
أسَّسَ الخيرَ و ودَّعْ
قال جدِّي : لا تسلني
عن حفيدي
لا تقلْ لي : صارَ أشلاءَ العيوبِ ....
تعليقات
إرسال تعليق