إلا بسمتي / سعاد شهيد
نص بعنوان / إلا بسمتي
عجنت فصول عمري
بآهات حارقة
أذابت أمنياتي
لهيب رماد
و دخان أشياء
كانت هنا
كانت تعني لي
كانت دنياي
عجنت أيامي
بنيران الحزن
فقد و رحيل
و غربة عن الذات
مازلت أراها
تلك الطفلة هناك
تتلحف زاوية مظلمة
تخاف من الأضواء
من رفع صوتها
من الخروج في المساء
ماعرفت يوما
معنى الفرحة
و لا عانقت الأمنيات
بسمتها لا تفارقها
كأنها تقول للزمن
لم تنفع سياطك
و لا خناجر غرست خلسة في الأحشاء
من سرقة براءتي
بسمتي
هي سلام روحي
أهديه لكل الكائنات
أتألم نعم
فأنا بشر توجعني المصائب
أقهر عندما أحس
أن اهتمامي يذهب هباء
و أن بستانا أرعاه بكل سخاء
لا تتفتح أزهاره
و لا عطرت الأجواء
كأنني أرعى
بستان أزهار افتراضية
أو كأنني زرعت أزهارا بلاستيكية
لا لون يبقى
و لا عطر يفرح النبضات
أراني حبيسة خيوط عنكبوت
من خصلات شعري
نسج حباله
كبل خطواتي
جعلني سجينة الآهات
كلما حاولت فك الأصفاد
أتخبط
أسقط
تسيل دمائي في الطرقات
كطفلة أنا
أسامح بدون رياء
قد أغضب
أكون عاصفة هوجاء
لأعود لهدوئي
كسحابة بيضاء
كانت حبلى بالعطاء
سقت بستانا عاقا
جمعت شمل الشقاق
كان التلاقي و العناق
أنسى
أو أتناسى
أن فصول عمري
عجنت بلهيب الآهات
كُتب علي هامش اللوحات
أكون في كواليس الحياة
وراء الستار
أتوسد رصيف الأمنيات
أجمع فتات خبز أحلام
كانت على طاولة المساء
بقلمي / سعاد شهيد
تعليقات
إرسال تعليق