أشياء عن الدخان/محمد معتوق

 قصة....أشياء عن الدخان

""""""" """"""م.أ.معتوق

صديقي الذي يدخن أكثر من معمل الإسمنت .

.حسبها بينه وبين نفسه بعيدا عن زوجته وابنته

.راتبه ستون الفاً 

وثمن دخانه تسعون ألفاً ..

وأمامه عدة خيارات .

وهي .

.إما أن يأخذ قرضاً من البنك الدولي كما فعلت لبنان .

.أو يطلِّق زوجته ويهرب الى بلاد الواق الواق كما فعل صديقه عدنان 

أو ..وهذا أجمل الخيارات 

أن يسلم نفسه لأقرب حاجز في البلاد ويطلب منهم أن يطلقوا عليه النار بمودة وحنان بتهمة الإرهاب .

وقد حار في أمره..وأمر ابنته الوحيدة 

التي جلست الى جواره وغمرته بحنان وسألته : ماالذي يوهنك ويرديك ويبعدك عن ابنتك التي ترى العالم فيك 

فقال : هذه

 ورفع السيجارة من فمه وأشار إليها .

ثم أخبرها بالحلول المتاحة أمامه لتوديع الحياة والدخان 

باطمئنان .

ففزعت البنت ..وارتعد جسدها وسالت على خديها قطرات من أنبل الماء 

.ثم فكرت الإبنة وقالت : لماذا نسيت الحل الوحيد الذي يجلب لك الخلاص 

فسأل الأب باحتقان وسعال : وماهو ؟

فقالت : مارأيك ان تترك الدخان 

فقال الأب : مستحيل ! الدخان صديق قديم عرفته منذ أكثر من خمسين عاماً وأخلص لي وأخلصت له ..وأنا لاأخون الأصدقاء .

فقالت الإبنة: ألا يمكن أن تكون قد أخطأت في تقدير 

هذه الصداقة وقمت سهواً بنقل التدخين من خانة الأعداء لخانة الأصدقاء 

فصمت صديقي قليلاً ثم قال :ألا يمكن للحكومة أن تنظر إليّ باحمرار إذا تركت الدخان . لأنها الطرف الوحيد المستفيد من طرحه على بسطات المهربين وفي الأسواق 

فقالت  الإبنة التي ليس كمثلها في البنات : لا أعرف كيف ستنظر الحكومة إليك ..ولكنني أعرفك ..وأحب ان أكون الى جوارك طول الحياة 

فقال صديقي : أحد أصدقائي ترك الدخان وصار يغضب كثيراً ويشتم كثيراً .. فشكته زوجته للسلطات ..

واتهمته بشتم الحكومة في إحدى المرات .. وعندما سمع الزوج كلام زوجته ..مات

فقالت الإبنة : إن غضبت كثيراً فاشتمني أنا ..

 فأنا ابنتك ..ولايمكن للإبنة أن تخون الأمانة وتشكو والدها للسلطات .

وهكذا وبسبب محبة صديقي كثيراً لابنته الوحيدة 

 قرر ترك الدخان ..وصار إذا شعر بغضب شديد ..يصعد  إلى الأماكن المرتفعة ..ويبدأ باتهام الغيوم ..وشتم العصافير التي تفكر أن تعبر هذه البلاد 

م.أ.معتوق 

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""