للغة العربية اليوم / أحمد بلول / الجلفة / الجزائر
للغة العربية اليوم :
يتكلّم الكثير اليوم -الذين يُحْسَبون على الباحثين - عن اللغة العربية ، ويهتفون بنظرياتٍ غربيةٍ ، وكأّنّهم يريدون لها أن تلبس مثلما لبسنا من بريقِ حضارتِهم ،فنطقنا بأفواهٍ تلوك العجم ، ومصطلحات ٍ لم تفِ بالمعنى الأصيل من الإفهام والبيان ، واعتقدنا أنّ من لبس غيرَ هذا اللباس تأخّر عن الركب والتقدّم ، ونسىي هؤلاء أنّ للغة العربية ثقافتَها مثلما لنا ثقافة ، وأنّ لها سياقا عامّا مثلما لنا أرض حارقة ورمال بارقة ، وأنّ لها مزاجًا في ودقِ تموّجاتِها، وتماهي تناغمها واتّساقها وانسجامها،مثلما لنا أعراس وأفراح ، وبارود ، وصولة جمل ٍ ، وصهيل حصانٍ ،وزغاريد نساء ، ونبر فرسان .
أتريدون للغة العربية أن تنسى كلّ هذا وتلبس نظريات ليستِ من قدّها ، ولا من إيقاع مِشيتها شبيهة بروبوت اصطناعيّ لا يحسّ ولا يتذوّق ولا يتفهّم ؟، ودليلنا : ألستم أنتم من نصحتم طلبتَكم من الجامعيين بالرجوع إلى الأخذ من أصل اللغة الأمّ لمحاضرات مفجّر اللسانيات - كما قيل - فرديناند دو سوسور حين اقتناء المعنى الصحيح ؟ ، أليس المعنى الصحيح يلد من رحم الأمّ ، وفي هذا ثلاث حجج تؤيّد القول ، الأولى قولكم بالرجوع إلى اللغة الأمّ ، وهذا أنّ المعنى لا يكتمل إلاّ من أصل . الثانية أنّ أخذ المعنى من لغة إلى لغة لا يتمّ إلا بتخصّص ( من باب الترجمة) الثالثة : ما قيل عن الترجة ذاتها بأنّها لا تفي بالمعنى إلاّ بمقاربة ، أو ما يسمّى الخيانة اللغوية . ومن هنا كيف يثبت هذا الباحث المعنى الصحيح الذي يتهجّم به على اللغة العربية ويريد أن يثبت جدارته وكفاءته وهو لم يكن من أهل اختصاص الترجمة على الأقل . ، ثمّ سُمّي هؤلاء لسانيين وهم يجلدون علماءَ اللغة العربية - رحمهم الله - كلَّ يومٍ في محاضراتهم وملتقياتهم بِسِيَاطِهِم ْ لَحْــــنِـــهِم ْقواعدَ اللغة العربية من نحوٍ وصرفٍ وبلاغة .....؟ ويستثنى من ذلك بعض أساتذتنا الكرام . الأستاذ : بلول احمد المسعدي / الجلفة/ الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق