لي طريق لا يرائي / محمود محمد أسد

لي طريقٌ لا يرائي
لي طريق يرسم الخطوَ
ويشدو للنّهاية..
هو دربي،
من زمانٍ قادني للورْدِ،
سرْنا فوق أشواك الغواية..
لم يفارقْ لحظةً نبضَ يراعي،
كانَ نوراً في ظلامِ البؤسِ
يمشي مستنيراً وسعيرا
كانَ زوّادةَ قلبي في الحرائقْ.
كان ماءَ العمرِ
لمَّا جاءَني عصرُ الهزائمْ
**
سارَ بالقربِ من العين
وعيني تهتدي بالحبِّ
والقلبُ يماطلْ
لي وجيبٌ لا يرى غيرَ العنادِلْ
يَسْمَعُ العَزْفَ
مع الفجر يصلِّي،
في انكسارٍ يجمعُ الحزنَ،
ويحنو في خشوعٍ
وامتثالٍ للبراءه
همْ موازين المحبَّةْ..
هم رياحينُ الجداولْ..
ولهمْ نهرُ البداياتِ وشِعري
وقصاصاتُ القصائد
**
ولنا يا سادتي بيدَرُ جوعٍ
جَمْرُ وعْدٍ وانتظارٍ
لم يزلْ يغزل شوقاً
يحتسي شُحَّ المواسمْ.
لي مفازاتٌ بناها الشّوكُ
والغدرُ
لَنا وقتٌ نديٌّ
مُسْتباحٌ في الظهيرةْ.
ولكم أرصِدَةُ العمرِ وأسماءُ المسارِحْ
وأنا اخترْتُ البدايةْ.
وأنا اخترت النهايةْ.
لم نشأْ دَفْنَ جفونٍ
علّقوها بحبالٍ من حديدٍ
كلّلوها بجراحٍ لا تغادِرْ.
اخترِ الآن طريقاً
اخترِ اليومَ صديقاً أو رفيقاً
لم يبعْ لحمَ الأقاربْ..
لم يتاجِرْ بالوثيقة..
جلُّهمْ باعوا دروبي وعقودي
جلُّهم يشرَبُ نخبي
وارتدى ثوبَ البراءة..
**
اخترِ الآنَ كتاباً صافياً
كالفكر، كالماءِ
ولامِسْهُ قريباً
وعميقاً كالحبيبة..
اقتربْ منه شفيفاً كفراشه..
واستعذْ من غضبِ الأوغادِ
والأحقادِ يوماً
اخترِ الدّربَ وحيداً
ألفُ دَرْبٍ وزَّعوها، زرعوها
فرشوها بورودٍ
ضيَّعَتْ لبَّ القضيّة..
قلِّبِ الأنباءَ، والأنواءَ
وارصُدْ ما تبقَّى من جحيم النّزفِ فينا
حدِّدِ الأصقاعَ، واقرأْ
للمسافات دموعي
هيَ تأبى
وأنا أرفض بيعي
برخيصِ الدّمعِ والأخبارِ يوماً
هي تمضي
تعجن الحبَّ أمامي
تبسط الآتي أمامي
تتراءى خلف بابي
ربَّما فوق سريري
ربَّما تصطادُ أولادي وبيتي
ربَّما تصطادُ حرفي
تاريخ الإضافة: منذ سنتين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء