لا بد للشمس ان تشرق / عبد القادر تلجيني

 لابد للشمس من أن تشرق من جديد  بعد أن توارت وراء السحاب لتبعث بضياؤها و بدفئ أشعتها  لأهل الأرض ولابد لهذا السحاب المسخر بين السماء والأرض إلا أن يسقط  حبات مطره  لترتوي بها  الأرض وبماء مبارك ليحيي به الله  بلدة ميتا  ولابد للورود من أن تنموا و تزهر لتعطي للطبيعة والبشرية  شذا عطرها وعبقها أملا يشع بهجة وسرورا  وليمثل النفس البشرية بطبيعتا  بأنها مهما كانت  نفس أمارة بالسوء وعصية على صاحبها بالإنقياد لابد لها أن تنصهر بعد صحبتها لأهل النفوس الطيبة وأهل الخير رمز الأخلاق والصدق والصلاح لتنال بذلك أعلى المراتب العليا  وهي مقام  النفس المطمئنة  المؤمنة المخلصة الطيبة المعطاء  لتسموا بأعمالها الصالحة وتنال محبة الناس ورضا الإله ودخول جنته  ومن إثار رحمة  الإله سبحانه وتعالى وتكرمه أنه بعد أن خلق الإنسان  وبث فيه الروح  جعل هذه النفس تكمن داخل الإنسان وسواها   لتكون موجها  لطريقه  وميوله وسلوكه بعد أن سوى  تلك النفس بأن أعدها وجملها بتزويدها بالعقل وهو زينة الإنسان  وهو تكوين  جسم الإنسان ومازود به الله تلك النفس  بعقل يتكون من ملايين ومليارات الخلايا العصبية  الدماغية ليميز بهم هذا العقل بين طريقي الخير والشر وخلق الله  أيضا القلب الذي يبصر به الإنسان ويغذي به الأنسجة والخلايا  لسائر أنحاء الجسم  بالدم ونظم  فيه جهاز التنفس  وجهاز الدوران و عمل الكريات وحدد وظائفها   وذلك لكي تميز تلك  النفس بين الخير و الشر بما أعدده الله لها من هذا التكوين  ( ونفس وما سواها)  فله الحمد  بأن وهب  لكل من سلك طريق  الصلاح والإستقامة في حياته  أن يزرع في قلبه نور اليقين  فيبصر به منابع النور فقال( فألهمها فجورها وتقواها  ) وتعريف النفس البشرية هو أن الإنسان إذا صلحت نفسه  صلح  ظاهره وباطنه، وأصبح مستقيما  وسميت النفس البشربة بذلك الإسم  لنفاستها ومن تنفس الشىء  كما قال ابن القيم: وإنما سمي الدم نفسا لأن خروجه الذي يكون معه الموت يلازم خروج النفس، أما أنواع النفس فهي متعددة ومنهاالنفس الطاهرة البريئة وهي النفس،الذكية  كنفس الطفل والنفس اللوامة: هي النفس التي  تحاسب صاحبها وتعاتب فيه الضمير الحي  باستمرار. في كل  مواقفه و تصرفاته فتستقيم   أما النفس الأمارة بالسوء فهي النفس التي انعدم عندها الضمير وانجبلت على السوء وأذى الناس والعداوة وهي تعلم لكن لا تتراجع عن عملها السيء قال تعالى( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو  ألقى معاذيره) فهو يميز بين الحق والباطل ويحيد عنه  واخيرا تأتي  النفس المطمئنة وهي التي قال عنها الإله سبحانه  ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) فهي النفوس الراقية الزكية التي تعشق الكمال بالذات من علم وعفة وجود وإحسان وصبر وتعشق الأعمال الصالحة فقوم النفس بالأخلاق تستقم اللهم الهمنا الرشد والتقوى وأدخلنا برحمتك في  جناتك جنات  النعيم واهدي الأمة للصلاح وأخرجهم من الظلمات إلى النور  أما الفرق بين النفس والروح فهو أن النفس تطلق على الروح، ولكن غالب ما تسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن، أما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها، وتطلق النفس على الدم ايضا ،أما عن الروح فقال تعالى( قل الروح من أمر ربي)  فهي سر من أسرار الإله سبحانه وتعالى وسمي سيدنا جبريل كذلك  بالروح الأمين ، والروح جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها سريان الماء في الزهور  وسريان النار في الفحم. اللهم اجعلنا من أهل النفوس المطمئنة الطيبة لنأسس مجتمعا راقيا تسود فيه أواصر الأخلاق والتراحم  والمحبة والسلام

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء