من بين أزاهير حديقة غناء / عبد القادر تلجبيني
من بين أزاهير حديقة غناء ينبعث صوت ملائكي لبلبل يغرد ويصدح فيصدر أروع النغمات عذوبة وجمالا ويعطي للنفس دفقات حب وحنان ويزرع فيها كل آيات الود والسعادة والأمل فسبحان من أودع تلك الخاصية السحرية الذهبية في حنجرة ذلك البلبل الرائع وسبحان من أبدع خلق ذلك اللسان في فمه الصغير ليعبر عما ما جاش به قلبه من سحر وجمال الطبيعة فعبر عن سعادته وحبوره قال تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ) فكان تغريده تسبيح وحمد وسعادة للنفوس وطمأنينة وسكينة وأمنا ودرسا رائعا للعطاء دون مقابل وكأنه يتكلم بحروف هي بلسم وشفاء لما في الصدور فسبحان الله الخالق المبدع في خلقه الذي أنعم علينا بنعمة اللسان لنتكلم ونفصح به عن ما تكن صدورنا من فرح وحزن ونشكر الله على هذا العطاء ونحاول أن ندخل السعادة في النفوس ولنفصح عن مكنون قلوبنا بأحلى العبارات فيكون في كلامنا شفاء لما في الصدور وذلك إذا أجدنا وبإتقان إستخدام ذلك اللسان بما يرضي الله حيث قال تعالى( ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين) وقال تعالى عن نزول القرآن الكريم ( بلسان عربي مبين) وكان أفضل الحديث لغة وشفاء لما في الصدور بكلماته التامات حيث قال تعالى ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ) والقرأن فيه شفاء للناس وكلماتنا الطيبة والتي هي من هدي القرآن عندما نتلوها تكون راحة وسكينة للقلوب فتزيل عنها الصدأ والران و تخرجها من الظلمات إلى النور والكلمة الطيبة شفاء ويمكن أن تخرج صديقا لك من الظلمات إلى النور لتخرجه من كآبته وظلمة أفكاره بكلمات بسيطة من لسانك تشعره بها بالتفاؤل وتمسح بكلماتك الراقية الطيبة الألم عن شغاف قلبه المتعب وخاصة في هذه الأيام الصعبة وهي أيام الإبتلاء والمحن فيلزمنا فيها التمسك بالتوكل على الله و يلزمناالصبر والإيثار فكلماتنا الطيبة التي تخرج من قلب مخلص صادق يحمل الود تكون بلسما لجرحه وشفاء لصدره فبالكلمة الطيبة تطيب خاطره وتفتح أمامه أبواب الأمل المغلقة وببعض الكلمات تفتح أمامه آفاق الظلمات وذلك بنور وهدي كلماتك ورقتها وبقولك له وأنت تربت على كتفه ( إن مع العسر يسرا) وقولك له ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) وقولك له ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) وبهذه الكلمات والعبر تكون قد أخرجت صديقك من الظلمات إلى النور فما أحوجنا جميعا أن نرسم الإبتسامة على وجوهنا كعلامة على الرضا والتسليم والتوكل حتى يراها من أعيته الهموم فأسقمته وأتعبته الحياة وسدت أمامه كل طرق النجاة ومنافذها فبكلماتك هذه تفتحها وتزيل العقبات من أمامه وتزيل من فكره وساوس الشيطان قال تعالى ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) لينتعش قلبه بالأمل وتقوى عزيمته بالتوكل وينسى ماألم به من مصائب الحياة وأن نحاذر من إستعمال هذا اللسان بالكلمات الجارحة والتي سيكون وقعها على صاحبها أشد وأقوى من ضرب الحسام فتؤذيه في الصميم وتفسد سعادته وتكون مصدرا لإثارة الفتن وهتك الأسرار
قال رسول الله صلى الله وسلم (إنّ العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا) وكذلك مشيك في الغيبة والنميمة وشهادة الزور تدمير لحياة الآخرين فهناك رقيب وعتيد يكتبون أعمالك وكلماتك وما يلفظ ذلك اللسان قال تعالى (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وأما تعريف اللسان لغويا فهو عُضْوُ الكَلامِ والنُّطْقِ في الفَمِ، وكُلُّ طَوِيلٍ مُتَّصِلٍ بِغَيْرِهِ يُسَمَّى لِساناً. وأَصْلُ الكَلِمَةِ مِن اللَّسَنِ والإلْسانِ، وهو: الفَصاحَةُ وقُوَّةُ البَيانِ. قال تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ . لسانك خلقه الله لك لتسعد الناس به وتدخل السعادة لقلوبهم تكن اسعد الناس لتخرجهم بهديك وكلماتك من الظلمات إلى النور وأخيرا لابد لنا أن نستذكر بعضا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ أي بملاك الإيمان ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!". اسعد الفقير بكلمات رقيقة من لسانك تكن أسعد الناس واعطف على المسكين وأتبع السيئة الحسنة تمحها وأحسن كما أحسن الله إليك وخالق الناس بخلق حسن
الزميل عبد القادر تلجبيني
،
تعليقات
إرسال تعليق