نوافذ:١٨١*/ أنا.. واللغة العربية* /جهاد الكاتب

*نوافذ:١٨١
*أنا.. واللغة العربية
* لا اعرف من ابتدع يوما في السنة عيدا للغة العربية وهي تحتاج الى مهرجان دائم لا تحده الساعات والايام..فهي معنا في الروح والنفس أينما كنا..
* يكفيها مكانة ورفعة أن الله اختارها لتكون كتابا لاريب فيه هدى للمتقين ..
*واذكر يوما ابكاني حاج شيخ وقور من اندنوسيا ،حين قال متحسرا :انتم العرب يخاطبكم الله بلغتكم، انتم محظوظون، وليتني اعرف العربية وأقرأ القرأن كما تقرؤون.. "
قلت في نفسي (واها ثم واها ثم واها ، غريب يتمنى معرفة العربية ونحن العرب ندفن لغتنا الحيةبايدينا )!!! 
* سألت يوما والدي رحمه الله وقد عاش نحوا من ربع قرن في العهد العثماني ، هل كان تعليمكم في المدرسة الرشيدية بالعربية او التركية، قال لي :تعلمنا التركية فيها نطقا وكتابة ، ولكن بعض المعلمين العرب كان يشرح الدروس بالعربية ..كانت العربية حديثنا وخطابنا في البيت والشارع والعمل والأسواق و لم تستطع التركية ان تتغلب على لغة القرآن، وان دخلت بعض المفردات التركية وبخاصة في المهن والتنظيم الاداري والرتب العسكرية فهي لا تشكل واحدا بالمئة من الدخيل...وحين انتهى الحكم العثماني ومع بدايةالعصر العربي تقلصت كثيرا الكلمات التركية..
*ولكن الرسائل المتبادلة بين والدي وعمي الضابط في الجيش العثماني سابقا والتركي لاحقا كانت باللغة التركية والحرف العربي قبل ان يأمر اتاتورك باستخدام الحرف اللاتيني فامحت حروف حلقية واستخدمت حروف لا تقوم مقامها ولا تغني عنها ،وكنت أقرأ هذه الرسائل بالحرف العربي بخط الرقعةفافهم أكثرها، لأن اللغة التركية أصلا خليط من عدة لغات ولكن اللغة العربية شكلت رافدا أساسيا للغة ضعيفة البناء والأصول. 
*ستة قرون بكل طولها وعرضها لم تستطع أن تشل يمين اللغة العربية وتزحزح مكانتها وتداولها فصيحة او محكية..
*والغريب ان والدي لم يكن يتحدث بالتركية الا مع بعض أصحابه وأقاربه اذا أرادوا إخفاء شيء عنا نحن الصغار كما أنه لم يحاول يوماتعليمنااياها ...وكان اصراره ونحن صغار ان نتعلم القرآن لانه منبع الفصاحة العربية.. فتعلمتها من القرآن عند الشيخ الزرنجي في زقاق الزهراوي وعند الشيخ المصري في جامع العثمانية..وبعدها تعلمت التجويد عند الشيخ أحمد مكتبي وسماعامن الشيخ نجيب خياطة رحمهم الله.
*ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد سألني مدرس شاب :ما سر معرفتكم اللغة العربية وتمكنكم منها وتفرد جيلكم بإتقان علومهاوحبكم لها،قلت..
ليس سرا ،ولكن جيلنا كان يشرب من النبع الصافي كماء زمزم وانتم تشربون مشروبات ملونة مغشوشة الطعم ففسد المذاق والتوت الألسنة
وتلك....   
الطامة الكبرى وقبلها الصغرى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء