قصة عن الثلج / محمد ابو معتوق

 قصة عن الثلج


م. أ. معتوق 

****************

عاش الرجل أربعين عاماً..يستمع لفيروز ويذوب مع صوتها كل صباح..

 وبسبب التكرار .. أصيب الرجل بالقليل من الغباء....

وبدأرويداًرويداً 

يتوقف عن الذوبان مع صوت فيروز

حتى ولو صدحت  بأغنيتها عن الطفل شادي الذي مضى وجاء الثلج وراح الثلج عشرين عاماً اجا وراح التلج ...

الرجل وجد طريقة لنسيان فيروز واغنياتها وذلك بقيامه بضرب رأسه بالجدار على ايقاع اغنيات شعبان عبد الرحيم.. وفهد بلان 

..وظل على ذلك وأدمنه حتى تورمت جبهته ورؤياه . وخطر ببال الرجل أن يهدم الجدار الذي تشكلت في موضع منه بقعة حمراء.. بسب الضربات المتواليات. حيث بدت له البقعة وكأنها تميل للزرقة الساخرة 

و السواد الذي يدفع الأئمة والعارفين.. للغرق بالأحزان. 


عندما هم الأب بهدم الجدار.. تدخلت زوجته ورجته ان لايفعل..وقالت له متفجعة :خراب الجدار الفاصل بيننا وبين الجيران سيغضبهم وسيدفع ابنتهم..للتسلل إلى بيتنا لإغواء ابننا الذي يحضّر للامتحان.

عند ذلك صرخ الرجل بزوجته... قائلا من حق  الانسان أن يهدم جداراً إذا تشكلت عليه من دمه بقعة زرقاء من الدماء  ..

ومن حقه ان يغير مطربه او مطربته المفضلة كل عشر سنوات 

لكن ليس من حق الأبناء 

تغيير بنات الجيران. 

والعبث بجوعهن واحزانهن.. حتى ولو رسب في الامتحان. عند ذلك صرخت الزوجة صرخة أمومية داوية وكشفت عن صدرها وقالت عليك ان تغرس معولك في صدري.. قبل ان تغرسه بالجدار 

فالزوج الذي يغير مطربه او مطربته المفضلة كل مدة من الزمان . قد يذهب بعيدا،ً في الأمر ويغير زوجته.ويهدم جدار الحب القائم بينهما بعد عشر سنوات. 

فقال الزوج : الم يخطر ببالك ان تحت هذا الجدار كنز. 

وأن الرجل الصالح قد مر من هنا وأقامه. ليرثه اب صالح وأم صالحة.. 

فقالت المرأة الن تفكر بتطليقي ان هدمت الجدار ووجدت الكنز. 

فقال للرجل.. لن اطلقك وسأحتفظ بك للأبد.. لأن الزواج الأبدي يثلج صدر الحكومات.. ويدفع الأزواج والزوجات.. للإلفة مع الاستبداد..

ولعل أفضل حل.. هو. أن. نعتاد على النسيان.. 

ثم رفع الرجل معوله وبدأ بهدم الجدار.. 

دون ان ينتبه للبقعة الدامية التي تشكلت على جبهته وعلى الجدار.. 

وكانت  تتردد في ذهن الرجل أغنية.. عشرين عام إجا وراح التلج


 ****  م. أ. معتوق

*********

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء