نظرية الأنا : / أحمد بلول المسعدي / الجلفة / الجزائر
نظرية الأنا :
تحدّثنا -سابقا- عن الأنا في سياق أدبيّ وقلنا أنّه ظاهرة مدمّرة لكلّ فضيلة ، ولكن اليوم نتحدّث عن الأنا كنظريّة هدمٍ كونه عاملا مُحدِثا أفعالاً من نفس الجنس كلّما توفّرت أسبابه ليصبح أداة ًذاتَ وظيفة في الهدم في السياسة، في العلم ، في الاجتماع ، في اللغة ، في الفكر ، في الاقتصاد ،في الثقافة......... ، و في كلّ رقي حضاريّ ، وتعليلنا على ذلك من واقع الشيء وهو - في اعتقادنا - أمّ المخابر والحجج أليست الخبرة من المخبر أو التجربة من العلم التجريبيّ ؟، اقرأ وابحث في بطون التاريخ كم من حضارة هُدّمت أركانُها وتآكلت أطرافُها، وخبت نارها إلا بفساد سلطانِها وتكالبه عن الكرسيّ بسب الأنا ، كم من حروب نشبت فهدّمت وقتلت ملايين من البشر ... ، وأحرقت كل أخضر كان ليكون زهرةً ذاتَ بهجةٍ وجمالٍ إلا بسبب الأنا والاستعلاء الذي هو ناتجٌ حتميٌّ لذلك المدمّر ، كم من علماء ، وحكماء ، وفلاسفة كانوا ليكونوا أعمدةَ بنيانٍ لحضارة فهُمِّشوا وربّما قتّلوا لأنّهم تحدّثوا عن فسادِ ذلك الأنا ، كم من نوادٍ أدبيّة ، وعلمية ، وحتّى جمعيات ثقافيّة ، وفنّية أبعدوا ذلك الإبداعيَّ والإبداعَ لأنّه نقَدَ أو انتقد ذلك التوجّه الابداعي بزعمهم عن قصدٍ أو عن غير قصدٍ ، وربّما حتّى أساتذة في كلياتهم ، ومدارسهم ، ونواديهم همّشوا ذلك الطالب الذي أحرجهم بسؤاله ، وأثار فيهم بين الحضور من الطلبة قصور الجواب الشافي الكافي الذي يبحث عن حقيقة إقناع ، كم من احتكار فكريّ ،و علميّ ،و اقتصاديّ ، أو ثقافيّ ...........كلّ ذلك ناتج عن أنا ،بل أحيانا يقطع كلّ طريق مؤدٍّ للحريّة والاستغناء عن ذلك الأنا من تجويع ، وتفقير .......ما أبشعك أيّها الإنسان!، تأكل لتشبع وتشبع لتدمّر ، وتعمل ما لم تعمله الحيوانات ، تفترس عندما تجوع وتعيش جنبا إلى جنبٍ مع فرائسها الأحياء....
أحمد بلول المسعديّ / الجلفة / الجزائر .
تعليقات
إرسال تعليق