قال تعالى ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون ) /عبد القادر تلجبيني

قال تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ     
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
  
عندما تشرق الشمس بأنوارها الوضاءة بعد أن ينبلج الفجر ويتنفس الصبح بروعة إطلالته لتنثر الشمس بسحر ضيائها وأنوارها بشائر الخير لتكون ارقى لوحة للجمال ولتكون أروع آية للناس جميعا وفضلا من الله وهدى ورحمةللعالمين حيث قال تعالى ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور ) كذلك يزرع الله نور هدايته في القلوب التي أخلصت حبها لله تعالى( والذين آمنوا أشد حبا لله) ثم استقامت بإخلاصها ليبدد الله بنوره ظلمة الضلالة والجهالة من نفوسها قبل أن يستحوذ الشيطان عليها لذلك كان لزاما علينا أن نسلك طريق النور بالهداية للناس جميعا كي نخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربها قبل أن يستولي عليها الشيطان بحبائله ويزين لهم أعمالها و هو جهاد النفس لتقويمها وتعويدها وصقلها على الإخلاص في العبادة والهداية والدعوى إلى الله تعد من أفضل الأعمال الصالحة عند الله حيث قال تعالى في محكم التنزيل منبها وآمرا حكيما (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حـمر النعم. وقال صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية فلنبدأ بالهداية و تعميق الإخلاص بحب الله تعالى ولنبدا أولا ببيوتنا واستقامة أهلنا وأقاربنا ومن ثم الأصدقاء والمعارف وكل من حولنا من الناس ولنعلم بأن العقاب والعذاب من الله تعالى يبدا ليعم جميع الناس دون استثناء وذلك بسبب كثرة المعاصي وعدم التمسك بدين الله وشرعه لحديث عائشة -رضي الله عنها-حيث قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم وبهم يبدأ العذاب وأكبر عبرة لنا بعقاب الله هم اصحاب السبت لأنهم نقضوا ميثاقهم مع نبينا موسى وكيف كان مكرهم بآيات الله والقصة هي أن اليهود طلبوا من سيدنا موسى أن بجعل لهم يوما يتفرغون فيه لعبادة الله فاختار لهم سيدنا موسى يوم الجمعة وذلك لفضله وعظمته وكان ذلك بإيحاء من الله تعالى فاعترضوا وقالوا لموسى نحن نفضل يوم السبت فوافقهم سيدنا موسى بإيحاء من الله تعالى لكن شرط عليهم بأن لايصطادوا الأسماك والحيتان في ذلك اليوم قال تعالى (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) فانقسموا ثلاثة طوائف فمكرت طائفة منهم وتحايلوا على الميثاق الذي وضعه موسى عليه السلام فوضعوا شباكهم بأحواض صنعوها داخل البحر يوم الجمعة ليأخذوها يوم الأحد وهي مليئة بالأسماك والحيتان و كان هناك طائفة أخرى عارضتهم وهي المؤمنة وحذرتهم من عذاب الله وسخطه فلم يأبهوا بتحذيرهم وفئة ثالثة قالوا (لما تعظون قوما الله مهلكم) ولم يقدموا الموعظة لتلك الطائفة ولقد أمهلهم الله بتاخير العقاب والعذاب فزادهم ذلك الأمرطمعا وتمادوا بصيدهم وقالوا ما وعدنا موسى بعذاب الله لم يقع وبدؤوا بصيد السمك علنا السبت وهو اليوم المحرم عليهم بالصيد لكن سرعان ما أتاهم العقاب فجاة لإن الله يمهل ولايهمل بأن مسخهم الله قردة وخنازير خاسئين قال تعالى(: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَـِٔيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) فلو ان الفئة التي تركتهم دون موعظة عندما قالوا (لم تعظون قوما الله مهلكم) لو أنهم نصحوهم ونهوهم عن غيهم وحذروهم من عذاب الله ربما استجابوا لهم و لما صب عليهم العذاب لكن اهملوا ذلك الأمر( فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) فمسخهم الله فلنتعظ من تلك القصة والعقاب الإلهي( إن أخذه اليم شديد ) لأن الله تعالى قال ( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) عقابا لكل أعمالهم وكانت موعظة للمتقين فلنبادر بالتوبة والرجوع لدين الله قبل ان يأتينا غضب الله وذلك
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل ان ياتينا العذاب بسبب تغافلنا عن ما أمرنا به وهو الأمر بهدي الناس بالكف عن المعاصي والرجوع إلى الله ولنقبل في هذه الأيام الفضيلة وشهر رمضان مقبل علينا فلنسرع للتوبة والإخلاص في العبادة والمسارعة بفعل الخيرات قبل أن يأتينا العذاب قال تعالى ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) إبن عباس لما سمع قصة أهل السبت بكى من خشية الله وعقابه وعن ما نزل بأصحاب السبت وما استحقوه من عقاب وقال معصية واحدة جعلتهم ممسوخين قردة وخنازير ونحن نخوض بالمعاصي والمحرمات ولا نخاف عذاب الله ونحن نخوض مع الخائضين أفلا تكون لنا هذه القصة عبرة لنرجع إلى الله اللهم نرجوا مغفرتك ونرجوارضاك اللهم وأنزل لطفك علينا ومتعنا بالأمان بفضل رحمتك وكرمك يارب العالمين

الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء