أبطال العزة غزة / أحمد بلول

 أبطال العزّة غزّة ، إنّكم -والله - عزّة هذا الانتماء ونخوته ولباسه ، ومجده التليد وضوؤه وشعاعه،  وإنْ كثرَ الظلامُ  وأدلهمّت دأداؤه ،واسودّ قاربُه وأطرافه ، أنتم أنتم  المجدّ  المرصّعةُ خواتمُه بزينة الدنيا  والآخرة ، وأيّ فخرٍ  لبستموه  اليومَ وألبستموه لمن لا لباسَ له ، وغدا ستحلَّون به  في العليين رتباً ومقاماً من الذين يقولون  سبحانَ ربّنا إنْ كان وعد ربّنا لمفعولاً .

هنيئا لكم  لقد دخلتم التاريخ  من بابٍ لا يدخله إلّا العظماء ُ ولا يرتقي مدرجَه إلاالشرفاء ُ، وسكنتم  في مساكنَ لا يسكنها إلا  الأبرارُ والشهداء ُ ، نعم لقد نلتم  جائزة  الدنيا بدخولكم  أشرف التشريف بدفاعكم على  الحقّ ، وطعنة الغادر الخائنِ  أمانتَه ،إنْ كانت له أمانة ، وألجمتموه  صمتَ العشيقة  التي  طُعِن حبيبُها، وليس  لديها سلاحٌ إلا الكيد  والغدر، وما هي منه ببعيد ، وكسرتم شوكة الغطرسة بشجاعتكم واستشهادكم ، وفضّلتم اللون الأحمرلباساً،و كوؤوسَ الحِمَام لذّةً وشراباً، و دفءَ النومِ تحت ركام  زلازل ما أنتجت حضارتهم من صُنْع الموت والإحراق والدمار طيبةً ومسكناً ، وفضّلتم ألّا تأكلوا  طعامهم النازل من طائراتهم على أن تأكلوه منيةً واستشهادا . 

إنّكم بهذا العمل البطوليّ  الجبّار الذي  لم يحدث في التاريخ الحديث ، تكونون قد  صنعتم أيّاماً وأزماناً وأعماراً   لم ولن يأفل نجمُها حتّى وإن زُلتم ولن تزولوا على عكس  ما اشتهى الأعداءُ  الجبناءُ ، وما عيشة الجبان إلاّ مذلة ولو  سكن السماءَ بروجها ، دمتم ودام مجدكم ، المجد والخلود  للشهداء ، وكان الله عونا وناصرا  في محنتنا  جميعا .وكأنّي  بأبي الطيب - رحمه الله - يمدحكم  بلسانكم  :    

  عِش عَزيزاً أَو مُت وأَنت كَريم

بين طَعنِ القنا وخفقِ البنود 

فَاطلبِ العِزَّ في لظَى ودَعِ الذُّلَّ

 ولَو كانَ في جِنانِ الخلودِ 

يقتل العاجِزُ الجبَانُ وقد يَعجزُ

 عَن قطعِ بُخنُقِ المولودِ

لا بِقومي شَرفتُ بل شَرفوا بي

وبنفسي فَخَرت لا بِجدودي

وما ماضي الشبابِ بمستردٍّ

ولا يَوم يمُر بمستعادِ 

متى ما ازددتُ من بَعدِ التناهي

فقد وقعَ انتِقاصي في ازدِيادي

الكاتب والشاعر أحمد بلول المسعديّ / الجلفة /الجزائر