.. الرحيل / د. علي المنصوري

الرحيل ..
يتسم بوحدة الجنون 
كأن الشمس غادرت الإشراق 
والقمر أنزوى بعيدا عند محطات الرحيل 
أودع النفس المتشتتة بين أحداق الصنوبر 
والصحراء تتجه بعيدا عند سواحل الظنون 
تلك ألوان شربت وهجها حريق الشموس
دعيني أخبئ ما تلاشت من ساعات في لب زمن معتم
لأتذكر أني أنستها في رفقة الشرود في 
وضح الشكوك 
أسير مسرعا ..
في لج محموم ..
تسبقني مسافات خالية 
الدرب لا يعدو مألوفا
بل تقتات عليه آفات متشابكة 
والبحر ماؤه غادر الشطآن 
ليقيم مأدبة جنون خلف جبال سارحة 
أستنشق من خلف حواجز أشفاق بعيدة 
أغبرة مالحة ..
الريح تستشيط غضبا 
السماء تبكي حزنا
وأنا في طريق بلا مسار 
ربما الأمطار محت الآثار 
أتلفت أغصان البان 
غيرت هوية الديار 
لتفسد ما آل له العطار 
لتقتلع المحار من جوف البحار 
الليل عجز عن أخفاء الأسرار 
ذاك فجر يسبق الأشراق 
وعلى أنغام فيروز 
تشدو البلابل 
كأنها ترسل همسات أملا 
لعصافير ضلت دروب أعشاشها 
دعيني أحزم ما تبقى من حقائب لن ترحل 
مضافات يستراح فيها الشجن 
دعيني أتسلق جدران الأمل
فاللون يبهر عينيّ الوله 
كأنني فيكِ أتريث رحيلا 
يتسم بوحدة الجنون 
وصراعات تغدو في عقب المنون أهزوجةً .
فدعينا نخلع ثرب الرحيل ..
فالعصافير بدأت تعزف أنغام من سمير 
تلك هدنة من ليل قد بقى 
فتعالي نسأل الطريق 
لنعود ..
فالرحيل في القاموس ملعون 

د.علي المنصوري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء