ساعي البريد / حسناء كيالي
ساعي البريد
................
وفي ليلة شاحبة ألوانها طرق بابها ساعي البريد ليهديها رسالة انتظرتها سنين قال ، عفواً سيدتي
فقد ضلت رسالتك الطريق
لم تصل إلا الحين .
تسلمتها والدمع يغزو الأحداق أحقا تذكرها بعد هجر سنين ،
نعم هذا هو عطره يغزو أنفاسها ويشعل الحنين ،
فتحتها بلهفة وشوق وحنين
لتجد فحواها
سلاما يا حب عمري ومرسى آنات الجبين ، سلاما من قلب ادماه الشوق وأعلن عصيانه علي الهجر الضنين ، سلاما من فؤاد يتوسل الغفران من قلبك الرحيم ،
أستحلفك بكل ما بيننا من عشق دفين ، أن تغفري تمرد هذا العقل
المجنون ،الذي أضاع عشرة السنين
في لحظة كبرياء لعين
وأعيدي لي الحياة فدونك الموت رحيم ، عودي إلى قلب إذابه الحنين ، سيدة قلبي أما زال في قلبك مكان لقلب عشق روحك منذ سنين ؟
غاب ذهنها واخذتها دوامة الذكرى لأيام كانت تحصد فيها النعيم ، ک بلبل كانت تغرد في الأجواء وتنثر عبير المحبة كل حين ، تلامس الأيدي كانت قنديل ينير ظلمة الليل الحزين ،
ونظرات الحب تنعش قلوب العاشقين ، ذهب كل هذا هباء عندما تحكم بهم هذا الكبرياء اللعين
قضى على حب عظيم ،
تمسك هو بغروره فأوقد شعلة الكبرياء في خافقها
ونحر العشق على أعتاب كبرياء أنثى
وغرور رجل غير حكيم ،
ورسالة تأخرت بفعل قدر كتب الفراق بريشة محبرتها دماء الوتين ،
استيقظت من شرودها على صوت ابنتها ، مامي هيا فقد عاد أبي وجميعنا ننتظرك هيا هيا ، لتجفف دمعها وتعود لواقع كتب عليها من قدر ربما كان بها رحيم .
#لاحبتي
تعليقات
إرسال تعليق