القدر الرابع/رضا الحسيني
... .. القدر الرابع ... رواية / رضا الحسيني
.. ( في ألبوم صوري ) ( 5 )
، وكنا دائما نحكي مع أزهار لتهتم بنفسها وزوجها ولا تهمله هكذا ، فكانت ترد علينا :
_ مين هتاخده يعني وهو في رقبته العيال دي ؟! يادوب اللي جاي قد اللي رايح
فكانت هذه المرأة التي تمكنت خلال شهرين فقط من احتواء عبدالله والسيطرة على كل تفكيره ، ووصل الأمر بينهما أن تزوجها عُرفيا ، لم تكن تحتاج منه أي شيء ، كانت لديها الشقة مُجهَّزة بكل شيء ولاتريد الإنجاب في أول الزواج ، ولم تكن تحتاج أي شيئ من مادياته ، وجد فيها عبدالله كل ماكان يحتاجه ، واستمر زواجهما لأكثر من ثلاث سنوات دون أن تعرف أزهار ، لولا أن رتَّب القدر أمرا غريبا لينكشف هذا الزواج ، العريس الذي جاء لشريفة كان يمتلك شقة بنفس العقار الذي تقيم فيه هذه المهندسة التي تزوجها عبدالله بمنطقة المعادي ، وعندما ذهبت شريفة معه لرؤية الشقة برفقة أسرتها كان عبدالله يخرج من الشقة المقابلة لشقة العريس والمهندسة تودعه كما تودع أي زوجة زوجها
وقتها أدركنا أن تأخر زواج شريفة كان من أجل هذه اللحظة الفارقة بحياة أزهار ، وقبل أن ينتشر الخبر لدى أسرتها كنا قد استطعنا القضاء على هذا الزواج بأقل قدر من المواجهات والمشاكل ، وعاد عبدالله لأزهار دون أن تعرف بزواجه هذا ، وكان هذا اتفاقنا جميعا حتى لا نصدمها ونُدخِلها في متاهات الشك الدائم في زوجها مع وعد منه بألا يتكرر هذا مرة أخرى ، وكان هدفنا أيضا ألا نُشعر أزهار للحظة أننا أصحاب فضل على استقرار حياتها الزوجية ، فالحب الذي يجمع بيننا يفوق أي حب بالحياة ، نخاف على بعض كما نخاف على أنفسنا
عشتُ لسنوات وأنا أعتقد أن هذا الأمر جعل كل منا أنا وشريفة وهناء نتساءل بداخلنا دون أن نُخبر بعض :
_ هل من الممكن أن يكون هذا الأمر قد حدث بحياة واحدة منا ولم تخبرها الأخريات ؟
وكأن هذا السؤال استمر بداخلنا طيلة الوقت ، نلمحه في أعين بعض دون أن نتكلم فيه
ولا تعلم أيا منا هل حدث معها نفس الأمر خلال فترة زواجها أم لا ، هل خانها زوجها ، هل تزوج عليها ، هل مرت امرأة يوما ما بحياته ، هل بداخل أيا من أزواجنا رغبة كهذه التي عاشها عبدالله زوج أزهار ؟
لم تستطع واحدة منا أن تسأل الأخريات ، رغم العلاقة القوية الممتدوة لعشرات من السنين ، ربما كان بداخل كل منا خوف شديد من أن نكتشف أمرا مفجعا يدمر حياتنا
غدا نعود للقدر الرابع 6
تعليقات
إرسال تعليق