التشابك الكمي و الخلق و حتمية البعث . ( الجزء الثالث ) / خالد عبد الصمد
التشـــابك الكمـــي والخــلق وحتميـــة البعـــث (الجـزء الثــالـث).
فـي الجــزء الســابق تعرضــنا للمـــخ والعقــــل بالـرغم أن بعــض المنكــرون حـتي اليــوم يــدعون التطــور والنشــوء كمـا يــدعي ســـيرغي ســــافيلــييف وهــو عالـــم روســـي عالـــم تطـــوري وعالـــم أحيـــاء عصبيــــة ودكتــــور في العلـــوم البيــــولوجية كمـــا أنــه أســـتاذ علـــم الأحيــــاء ورئيــس مخـــتبر تطـــــور الجهـــــاز العصـــبي بالأكاديميـــة الروســـية للعــــلوم يعـــرف بكونـــه صــــاحب نظــــرية الفــــرز الدمــــاغي معتمــدا عـلي هـوامـش علمــية وكــل هــدفه أن العقــل البشــري يعتمــد كليـــا عـلي المنظـــومة الحــوفية وهـي الجــزء المحفـــز للمــادة (الشــهوات والنـزوات) وتــرك بــاقي مكــونات المـخ وعـلي رأســـها الغــدة الصــنوبرية (محــاولة لتلويـــث الطــاقة النورانيــة الموجبـــة وكذلــك أنحطــاط المـادة فـي أســتجاباتهـا لكــل مـا هــو مـــادي).
وفـي هـذا الجــزء أوضــح نبـــذة عــن الحمــض النـــووي DNA وهــو صــورة لصــفات الأنســان وحامــلة للشــيفرة الوراثيـــة بشـــكل غــير مــرئي. الحمــض النــووي هـو تمثــال متنــاهي الصـــغر يطــابق تمــاما حــامله وكــامن داخــله.
وهـو يحــتوي عـلي الجســيم الصـــبغي (الكروموســومات) وهـي مرتبـــة فـي أزواج عــددها ثـلاثة وعشــرون زوجــا متمــاثل فـي الشــكل ومختـلف فـي التركــيب الجيــني. آي أن الحمــض النــووي يتكــون مـن حـلزونيين ملتفــين حـول بعضـــهما والقــواعد المـوجودة عـلي كـل حــلزون مكمــلة للمـوجودة عـلي الحــلزون الآخـــر.
كــافة خــلايا الجســم تحتــوي عــلي 46 كروموســـوم فــردي الا خــلايا الأمشـــاج تحــتوي عـلي نصــف هــذا العــدد آي (23 كروموســـوم فــردي) وبعــد التلقـــيح بألتقـــاء الأمشـــاج فـي الــرحم تتكــون النطفــــة الحامــلة للشــيفرة الوراثيـــة للذريـــة (نصـــف الصـــفة مـن الذكــر والنصـــف الثــاني مـن الأنــثي). وخــلايا الأمشـــاج تســمي خــلايا التكــاثر وهـي أمشـــاج ذكــورية وأمشــاج أنثــوية ولا تتــواجد الا فـي المناســـــل. وتســمي فـي الذكــور حيــوانات منــوية وفـي الأنــاث بويضـــات.
(وهنـــا ســـؤال هــام مـن أيــن عــلم نــبي الله محــمد وهـو النــبي الأمــي هــذا الأكتشـــاف العــلمي مــنذ 1445 عــام "إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجࣲ نَّبۡتَلِیهِ فَجَعَلۡنَـٰهُ سَمِیعَۢا بَصِیرًا. ســورة الأنسـان 2") الخــالق العظــيم وحـي اليـــه بعلمــه فـي الآيــة الكريمـة الســابقة فســبحان الله عمـا يشــركون.
ومـع تكــوين النطفـــة يظهــر التفــاوت والتنــوع مـن أنســان لآخــر مـن حــيث الطــول – الملامــح – ألــوان البشــرة والشــعر والعـــيون – مســتويات الذكــاء – القابليــــة للأمــراض. وقــد منحـــت جــائزة نـوبل فـي الكيميــاء لكــلا مــن البروفيســـورة إيمــانويل شـــاربنتييه مديـــرة وحـــدة ماكــس بلانـــك لعـــلوم مســـببات الأمــراض فـي برلــين ألمانيـــا وللبروفيســــورة جينيــفر دودنــــا مــن جامعــة كاليفورنيـــا بيركيـــلي الولايـــات المتــحدة الأمريكيـــة فــي أكتـــوبر 2020 "لتطـــوير طريقـــة للتحـــرير الجيـــني" حيــث أن اكتشــــافهما لتقنيــــة كريســـبر- كاس9 "المقــص الجـــيني" هو أحــد أهـــم التطـــورات العلمـــية فــي القـــرن الحــــالي حــتى الآن. وللأســـف أســتخدم هــذا الأكتشــاف العظــيم فـي تعــديل الجينــات الوراثيـــة وزرعهــــا فـي الأرحــام للحصــول عـلي أجيــال مهجنـــــة ( العــالم الصــيني هيــه جيــانكـوي عن نجــاح تجربتـــه فـي تعــديل الحمـض النــووي للتــوأم لــولــو ونــانــا بالمخــالفة للقوانــين العالميـــة).
الحمــض النــووي(DNA) داخــل الميتوكوندريــــا وتــؤدِّي هــذه العضيّــَات وظائــف مهمــة لإمـــداد الخليـــة بالطـــاقة وتُــوجَد جينــات هــذه العمليــات داخـــل DNA للعضيَّـــات. والجديــر بالذكــر أن الأحمــاض النــووية في الميتوكوندريــا ذات تركيــب دائـــري. يمــر الحمــض النــووي بعــدة مسـتويـات مـن التكثيـف بدايــةً يلـتف اللولـب المـزدوج حـول بروتينــات متخصصــة تُســمَّى الهســتونـات لتكــوين نيوكليـوســومات. بعــد ذلـك تلتـف هـذه النيـوكليـوسومـات مـرة آخــرى لتكـوين الكرومـاتيــن. تتوقَّـف الخلايــا الـتي لا تمـر بمرحلـة انقســام عــند هذه الخطــوة ولكـن إذا كانـت الخليــة تســتعد للانقســام ينشـــأ مســتوًى آخــر مـن التكثيــف لتكـــوين التركـيب المكــثَّف للكروموســــوم.
ولا داعــي للدخــول فـي تفاصـــيل معقـــدة مــن الناحيـــة الكيميــائية ويــتم تشـــفير المعــلومات فــي DNA كمـا يتـم تشـــفيرها عـلي الأقــراص الصــلبة فـي الكـمبيوتر ( 0 & 1 ) أنمـا فـي DNA لهـا أربــع أسـاســيات T & A & G & C فســبحان الله أحســن الخالقــين.
للحمــض النــووي عــبر التـاريخ أبعــاد طاقيـــة غــير مـدركة وغـير مرئيــــة. 10% مـن الحمــض النــووي عبــارة عـن كيميــاء حيــوية ينبـــثق عنهــا عمليــات كيميــائية وبيولوجيـــــة – 90% مـن الحمــض النــووي لـه أبعــاد طاقيـــة (روحانيـــة) تفــوق المعــرفة الفكــرية وتحتــــوي عـلي معــلومات ضــوئية كامنـــة فـي طــاقات غـير مرئيـــة وتـم أثبــات ذلــك عـلي أرض الــواقع بتصـــوير الطــيف الأثــيري – العــالم الســويدي روبــرت كــندي.
ومـا ســبق يــؤكد بشــكل قــاطع أن الحمــض النــووي هــو شـــيفرة الحيــاة الخاصــة بالأنســـان.
ومثـــال أيجــابي عــلي ذلـــك الطفـــل مــروان أحمــد عمــرة 10 ســنوات مـن قــرية العجمــيين بمحافظـــة الفيـــوم لـم يســـتطيع التحــدث كطفـــل عـادي الا عـندما بـلغ 6 ســـنوات وهــو متـــوحد آي أنـه ط
فـــل مـريـــض الغريـــب أنـه حــفظ القــرآن الكــريم بــدون معــلم والأغــرب أنـه لـه القــدرة عـلي تحــديد أرقــام الآيــات فــي ســور القــرآن الكــريم وكذلــك أرقــام الصـــفحات التـي بهــا الآيــات. لا يتحــــدث فـي الغالـــب أنمــا حديثـــة القــرآن. الســـؤال ليـس كـــيف لآن ذلـك تـم فـي عــلم الله وهـذا يــؤكد أن هــذا مــن أبعــاد ماورائيــــة فـي الغـدة الصــنوبرية والحمــض النـــووي.
ومـن الأمثــلة الســـلبية محــاولة العبثيــــة بخـــلق الله وهـو ما يســمي بالتقــدم الطــبي لكنـه تحــايل عـلي المــوت وذلــك بمحــاولة زرع رأس بشــري فـي جســد بشــري آخــر.
روبـــرت كورنيــش Cornish E Robert1932 م كــان يــلازمة فكــرة أحيــاء المــوتي وحــاول مــرات عــديدة عـلي الحفــاظ عـلي الـدورة الدمــوية فـي الجــثث وبــدأت تجــاربة عــلي الحــيوانات وكــان لـه تجــربة شــبه ناجحـــة عـلي كلــب عـاش لمـدة أيــام قليلــة جــدا لكنــه كـان يعــاني مـن تـدهــور المنــاعة والتصــرفات الغريبــــة.
1908 م حــاول أليكســس كـاريـــل – تشـــارلز غــوثري حــاولوا زراعــة رأس كلــب فـي كلــب آخــر فصــار لـه رأســين لكنــه عــاني كــثيرا وتـدهورت حالتـه الصــحية والجهـاز المنــاعي وبعـد ســاعات مـن العمليــة تـم قتــله حـتي لا يعــاني مـن الآلآم.
1970 م قــام الجــراح الأمريكــــي روبــرت وايــت بـزراعة رأس قــرد عـلي جســم قــرد آخـــر. وبعــد 9 أيــام مــات القـــرد بســـبب الرفــض المنــــاعي.
2013 م أعــلن الجــراح الأيطــالي ســيرجيو كانافــيرو (مـدير مجمــوعة تورنتــو المتقــدمة للتآثــير) عـن مشـــروع هـــيفين "زرع الـرأس" بالتعـــــاون مـع شـــياوينيـغ رن مـن جامعــة هــاربن الطبيـــة. فـي محــاولة أجــراء عمليـــة عـلي الشــاب الروســي فاليــري ســـبيريدنـوف الـذي تطــوع ثـم رفـض أجــراء الجــراحة الا أن الطــبيب حـتي تاريخـه يقــوم بأجــراء الجــراحات فـي الصــين عــلي القـــرود.
دعــم الجــراح الأيطــالي ســيرجيو كانافــيرو الجــراح بـروس ماثيـــو وكانــت الفكــرة ضــرورة نقــل الحبــل الشــوكي كـامــلا دون قطعــــة (نقــل الجهــاز العصــبي المـركزي كـامـلا) وهـم يعمــلون الآن عـلي ذلــك بكــل قــوة ليكــون عــلي حــد قولهــم مفــاجأة العــلوم 2030 م ويطــورون أجهــزة ذكــاء أصـــطناعي (روبــوتات) بشــكل خــاص للمســاعدة فـي أجــراء الجــراحة لوصــل أو ربـط الأعصــاب ببعضـــها البعــض. وهنــا تــآتي مشــكلة توافــق الحمــض النــووي بيــن الجســـد والــرأس.
الفكــرة هـي أســتخراج الحمــض النــووي للـرأس والعمــودي الفقـــري (لســـت أدري كـيف يـتم ذلــك وهــو أصــل الخــلايا) والحقــن بالحمــض النــووي للجســـد ليـتم التــوافق.
نجــاح هــذه العمليــــة لــن يحــدث والمشــكلة الآن الجــدل وتضــيع الوقــت فـي آراء الـدين والقــانون ليتناســي الجمــيع العبثيــة بشــكل عـام – البـدن البشــري لـه قدســيته لهــذا يــدفن ويكــرم بتغســـيل (تطهــير) البــدن قــبل الـدفن.
قال تعـالي (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. سـورة الـروم 30)
خــلق الله لـن يـتم تبــديله أو تغــييره أنمـــا النــزاع الدائـــــر بيــن العــلوم وكتــاب الله جــدال بلا معــني لأضــاعة الوقــت ومحــاولة أثبــات أن العــلم قــادر – العــلم مــوجود وليــس واجــــد. كــلام الله واضــح ونهــائي.
فشـــل الأســتنســـاخ بالــرغم أن جوشــــوا يدربيـــرغ المختـــص بعلـــم الوراثـــة والحــائز على جائـــزة نوبــل للاستنســاخ والهندســـة الوراثيـــة في صحيــفة ذي ناتيوريســـت الأمريكيـــة (The American Naturalist) عــام 1966 للإستنســاخ البشـــري ودعا لــه مرة أخـــرى في العــام التـــالي في صحيفة واشنطن بوست .مما أثار جدلاً مع المتحفظ ليـــون كــاس المتخصــص بأخـــلاق الطــب الحيــوي حــيث رد قائـــلا: (الاستنســاخ المخــطط للإنســان سيـــكون في الواقـــع إذلالا لــه) ونشــر فيمــا بعـــد جيمـس واطســـون الحـــائز عــلى جـــائزة نوبـــل عـن مخــاطر الاستنســـاخ في مقالتــه المنشـــورة في مجــلة اتلانتـــك الشــهرية ( ذا أتلانتيــــك) في مقــــال اسمه (الإتجـــاه نحــو الرجــل النســـيلي) في عــــام 1971.
أكتفـــي بهـــذا وفـي الجــزء القــادم ســيتم أســتعراض بعــض مـن العبثيـــة الفكــرية يليهــــا طالمــا تـم الخــلق بمعــرفة الخــالق تبــارك وتعــالي فـلابد مـن البعــث والحســاب والقصــاص.
بقلمـــي:- خـالـد عـبد الصـــمد.
تعليقات
إرسال تعليق