رداء القلب / محمود محمد أسد

رداء القـلب
من جديدٍ يبزغ الحلمُ خجولاً و نديّا ... 

من جديد أحتفي بالحسنِ 
و القادم فجراً ، يوقِظُ الحبَّ و يرحلْ
مَنْ رأى حقلَ حكاياتٍ 
تهادت كالمثاني ؟ 
هيَ جاءَتْ و فراغُ القلبِ
يحبو و يناجي 
غيمةَ العشقِ البهيّة ... 
   -------
اسألِ الروحَ عن القلبِ 
الذي أضحى عليلاً 
و اسألِ النجمَ عن الشوقِ الذي 
أمسى رماداً و هشيماً ... 
ثمَّ تمضي في ارتباكٍ 
تغزلُ البوحَ ، تساقيني 
سؤالَ الليلِ و الليلُ فتاةٌ غجريّة 
قد تعرَّت مِنْ رداءِ الوقتِ
قامَتْ في هزيعِ الحزنِ 
كيما تَطرُدَ اليأسَ و بؤسَه ... 
مِنْ جديدٍ أبْصِرُ الخوف أمامي 
فرصاصٌ و جريحٌ و رياءٌ و سيولٌ كالهزيمة... 
أدفن اليأسَ لعلَي
أرهِقُ الوقتَ ، لعلِّي أحملُ الحلمَ 
و للحلم بقيّة ... 
في المآقي ساكنٌ حتَّى يعودَ الحبَّ حيّا ... 
حُلُمي قادَ خطانا لبحارٍ و صحارى 
تملأ السِّفْرَ نخيلاً وبيانا 
هو ينمو هكذا قال المنادي 
و ادَّعى أنَّ الأماني صارَتْ قضيّة ... 
و يراعي أيقظ الحربَ عليهْم 
و اعتلى هضبةَ نومِ القومِ زحفاً 
جرَّ بؤسي ، و استحى أن يكشَف السترَ 
أتَيْتُ الآنَ طفلاً ساحباً 
إيقاع خوفه ... 
أطفئيه اليومَ بالبهتان و الزورْ ... 
أشبعيه اليومَ شعْراُ و وعوداً 
رَغَدُ الوقتِ من الإفلاسِ يشكو 
من سعيرِ النهجِ يكوى 
لي مزاجٌ لولبيٌّ لا يرى غيرَ السوادِ ... 
عكِّريه الآنَ بالأحلام 
ها أنتِ تجزِّين عيونِه ... 
لي شراعٌ لم يجدِّفْ من زمانٍ 
لم يقبِّلْ موجةً 
لم يعبرِ الشاطِئَ مرَّةْ 
لملمي ريحي و عشقي 
عاتبي مجدافَ عمري 
احمليني لشتاءٍ مستبدٍّ 
عابسِ الوجهِ و هزّي 
جزعَ خوفي علَّ خوفي 
يكسرُ السورَ و يمضي 

             محمـود محمد أسـد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء