ابليس _ الجزء السابع / خالد عبد الصمد

أبليــــس – الجـــزء الســـابع:-
بمتـــابعــتي لـــروايــة المـــلاك الســـــاقط للكاتــــــب محـــيي الـدين محمـــود حــافــظ وجدتنــــي فـي حــاجـة الـي المـــزيد مـن التـــدبر والتــــأمل لكتــــاب الله الكـــريم ولكثــــير مـن القـــراءات عــن الأســــرائيليـــات فالــــرواية مليئـــــة بالأحـــداث وتنتقـــــل مـن حـــدث لآخـــــر وفـي طيــــات كـــل حـــدث الكثـــير والكـــثير مـن الأســــرار والأحـــداث مـع الأخــــذ فــي الأعتبــــار قــول الله تبـــارك وتعـــالي " مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا. ســورة الكهـــف 51".
وكذلــــك قـــول الرســـول الكــريم صـــلي الله عليــه وســــلم "لا تُصَدِّقوا أهلَ الكتابِ ، ولا تُكَذِّبوهم و (قُولُوا آمَنَّا باللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا). الـــراوي أبــو هـــريــرة - المحــــدث الألبــــاني - المصــــدر صـــحيح الجـــــامع – خلاصــــة حكـــــم المحـــدث صــــحيح.
أبليـــس عـــاد مــن جـــديد للعـــبث بنفــوس وعقـــول أصـــحاب الأنفــس الضـــعيفة وهــدفـه الأســاســي هــو الأشــــراك بعـــبادة الله لتحــــقق الكفـــــر فيخـــرج الأنســـان مـن رحمـــة ربــه كمــا خــرج هـــو منهــــا ســــابقا لتكـــبره.
ولأكمـــــال مـا جــاء فــي الجـــزء الســــابق عــن ثمـــــود (عـــاد الثانيـــــــة).
دعـــوة نــبي الله صـــالح عليـــه الســـلام الـي قـــومــة بعبـــــادة الله وحــدة لا شـــريك له ونبــــذ عبــــادة الأصـــنام والأوثــــان. ويتضـــح ذلـــك مـن قــول نــبي الله صـــالح لهــم " قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ. ســورة الأعــراف" – " إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. ســورة الشــعراء" – " قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. ســورة النمـــل".
وذكـــــر نــبي الله صـــالح عليـــه الســـلام قـــومـة بمعجــــزة الله " هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. ســـورة الأعــراف" – " وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا. ســـورة الأســراء" – " قَالَ هَٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ. ســـورة الشـــعراء".
وذكـــــر نــبي الله صـــالح عليـــه الســـلام " وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ســورة الأعــراف" – " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ. ســـورة هـــود".
وذكـــــر نــبي الله صـــالح عليـــه الســـلام قــــومـة بضــــرورة نبـــذ الفســـاد والطغيــــان الـذي هــم عليـــه وآيثــــارهم الحيــــاة الدنيـــــا عــلي الآخــــرة " وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ســورة الأعــراف" – "وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ. ســورة الحجــر 82" – "أَتُتۡرَكُونَ فِی مَا هَـٰهُنَاۤ ءَامِنِینَ ۝١٤٦ فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونࣲ ۝١٤٧ وَزُرُوعࣲ وَنَخۡلࣲ طَلۡعُهَا هَضِیمࣱ ۝١٤٨ وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتࣰا فَـٰرِهِینَ ۝١٤٩ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ. ســورة الشــعراء" – " قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. ســورة النمـــــل".
الا أن قـــوم نــبي الله صـــالح عليـــه الســـلام ســـخروا منــه وأزدادوا أســـــتعلاءا وتكـــبرا فـي الأرض " قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ. ســــورة هـــود" – " قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. ســـورة الشـــعراء" – " قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ. ســورة النمــل" – " وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ. ســورة الحجــر" – "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. ســورة الأعــراف".
 
 وكذلـــــك حــق عليـــهم العـــذاب لأتبــــاعهـم خطــــوات الشــــيطان وأنكــــار الله الأحـــد الــواحــد القهـــــار " فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ. ســورة الشــعراء" – " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ. ســـورة الأعــراف" – " وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ. ســـورة هــود" – " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ. ســـورة الحجـــــر" – " فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. ســــورة النمــــل" – " وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. ســورة فصــلت" – "فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ. ســورة الذاريــات" – " فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ. ســورة الحــاقة" – " فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا. ســـورة الشـمس".
وكـــان الآيـــات عــن نجـــاة نــبي الله صـــالح عليــه الســلام ومــن معــه " وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. ســـورة النمــــل" – " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ. ســورة هــود".
والآيــــات التـي فســــرت العــــــذاب الـــذي أصــــاب قـــوم صــــالح عليـــه الســـــلام آري ترتيبهــــــا عــلي النحــــو التــالي الصـــــيحة ثــم الطاغيـــــة ثـــم الصــــاعقة. "الطاغـــية هــو مـا تجـــاوز الحـــد". أعتقـــــد والله أعــلـم أن الصـــيحة هــي أصــــدار تــرددات صـــــوتيـة دون المســــموعة والصـــيحة تشـــبه النفـــخ فــي الصـــور والصـــيحة هــي الأمــــر "قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. ســورة يـس" والصـــيحة تجـــاوز الحــــد الخـــارق للقوانـــين البشـــرية والتـي يمكـــن أن تتحملهـــــا المــادة البشـــرية ويـــلي ذلــــك رد الفعــــل عــلي أمــر الله وهــي الصــــعق فـي المـــادة فترتجــــــف وترتعـــش بتـــردادات أقـــرب مـا يكـــون الــي تـــردد الرنــــين فيحــــدث الأنهــــيار للبنيــــــة المـــاديــة فيهـــــا. وهـــذا مــن عظـــيم القــــدرة والمشــــيئة فمــن أقـــام مـن الســـهل عليـــه أن يفــــكك مـا أقــامـة الـي مكـــوناته الأســـاســـية.
لذلــــك عــندمـا قــال الله تبـــارك " فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. ســورة الفجـــر" منتهــــي البـــلاغـة والأعجـــــاز فالســـوط هــو الأداة التـي تســــتخدم فـي التعـــذيــب والأعجـــاز فـي أنـه يكـــون الأداة والعـــذاب فـي نفــس الوقــــت فالله مـن خـــلق وهــو أدري بالكيفيــــــة المحــدثة للألــــم فالســـــوط هـو الأداة التـي يختـــلف بهــا أســـلوب التعذيـــــب
أكتفــــي بهـــذا القــــدر ونكمــــل فـي الأجـــزاء القـــادمـة أن شـــاء الله.
خـــالــد عــبد الصـــــمد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء