- وجه آخر للخوف - / محمود محمد أسد
-وجه آخر للخوف -
الماءُفي أحداقِنا مُتَجمِّدُ
والمسْتحمّون على المسارحِ جُرِّدوا
والزّهرُ ناجى فارساً لا يُرْتجى
والسّيفُ في ركنِ التّقاعدِ مُقْعَدُ
النّاسُ في سُمِّ المتاهةِ أُدِْلِجوا
قبلوا الولوجَ ،وبالمذلَّةِصُفِّدوا
هذا الطّريق مسالكٌ مجهولةٌ
والسّالكون بلاهدىً قد مُدِّدوا
للخبزِ طعمُ الجمرِ.
منذا ذاقَهُ؟
قد قالها وجعٌ
مُناهُ مُوصَدُ..
في الماءِ مرْآةُ القصيدِ وطهرِهِ
لاتسْألنّي فاليراعُ مُقيّدُ..
ياناسُ؛كيف أُلامُ؟والآمالُ في
مُتَعِ الخمائلِ يبتغيها المُفْسِدُ
رقصَتْ على الدّرب المشعِّ سفائني
أنّى أتيْتُ إليكِ حادَ الموعدُ
سيّان إنْ قادَ الهوى،أوْ رَدَّني
للحالكاتِ، فللمواردِ أرْفُدُ.
حسناءُ يمسحُ جفْنَها وجعُ الهوى
وحديثُها شهقاتهُ لا تُخْمَدُ..
مِزَقُ اللّيالي سافرت في مقلتي
فأتى الصّباحُ إلى الظّلامِ يُنَدِّدُ..
ليْلي على مَتْنِ القصائد مشْرِقٌ
وصباحُ منْ أهوى مساءٌ مُرْعِدُ..
الرّاصدونَ مواقفي أتْعبْتُهمْ
حتّى وجدْتُهُمُ ردىً يتَبَدَّدُ..
فالحبُّ دفْترُ عاشقٍ مُتورِّطٍ
والعشْقُ عندي غايةٌ تتَجدّدُ..
أيّانَ جاءَ الخوفُ ينْزَعُ شوكهُ
حصَدَ ارتِقاباً بالسّعيرِ يُبرَّدُ..
دنْيا المحبَّةِ،هل فقهْنا كنهَها؟
ترنو إلينا ،حالُنا لا يُحْسَدُ..
دنيا المودَّةِ رافقتْ أحلامنا
فرأتْ بيارقَ أمّتي تتَمَرَّدُ..
واسْتمْطَرتْ بوحَ الرّجا في ليلنا،
واسْتعْطفتْ ربّاً، يجود ،ويُحْمَدُ..
وتجاهلَ العُيّارُ عذْبَ مياهها
فالقابضونَ على نداها أُفسِدوا..
.....
محمود محمد أسد
تعليقات
إرسال تعليق