رسائل العشق.../ثراء الجدي
.. رسائل العشق الممنوعة من الصرف ..
.. الرسالة التاسعة ..
في كل ليل هائم تخرج بثوبك الذهبي من حلمك كأي حبة قمح خرجت من سنبلتها لتتلقفها أيادي الأرض الممتدة عبر حقول القلب، حفيفها موسيقى تنهض للسماء، تلك السنابل الغضة ليست سوى رفرفات سنونوة الروح على نافذة رؤياك.
فأرمقك بدمعي وداعاً أخير قبل أن تشيخ روحي بذاكرة النسيان، وأتأمل وحيك، فيغمرني الماء زبد الموج ، وتصبح حبات رمل على شواطئ كانت بإنتظارك ، تتأهب للقاء فتغدو حلقات الزمرد واهية الأصداف واللآلئ عقداً ضاعت بين تكوين الأزمان يوم كنت تشجذب شاطىء العمر لتستعيد الحلم بعد رحلة طويلة من الرتابة والعصيان.
تأمل بريق صراخك أين يمضي بك بعد أن يخرسك الصمت، تغريدة المساء ونداء الحناجر المقطوعة تعلو صدر السماء، مرغ عينيك الوادعة بتبر الأرض، فلا موعد ولاهمس ولا عزف سوى تغريبة لقاء تحوم حولنا ، نوارس إشتياق تلتهم أطياف حنينك ، فتزهر بين مفاصل صخرة قيوداً عرت سنابل قمحك رياحك العاتية من حباتها تعاتب المدى بصوت الحب ، تغرد كبلبل على أغصان الهوى، أخفى تحت جناحيه تجاعيد المكان، هو أنت ذاك الغصن المخضر هوى الممتد بين أحراش روحي، لتترك فوق أكتافِي دفء شمسك المطرزة بذهب بريقك، تلمع به خصلات شعري المتموج ، تغوص في أتون نبضي متلهفة لإحتضان قلبك اللازوردي، تاركة يدي تلتف حول عطرك الصنوبري وانبثاقك بي أكواز من عطاياك العطوفة عبر أرخبيلات الشوق المضاءة بمنارة لقياك ، منادية تلك الموسيقى الرنانة عبر مسامات نافذة قلبي .
فلو كانت لأوتار قيثارة لعزفتها بنبضي ، ولو كانت جرحاً لضمدتها ببلسم زهرك، لكنها أضغاث أحلام رتبتها من الحب على مقاس بصري لأستعير من حضورك مابقي من وجودي ، وأناديك بصوتي عبر السماء: أيها الملاك الأبدي تعال ..تعال لأحضن ولهك المسجون بين أدمعي، ونرفع نخب كأس بريق نجمك ليطفو على سطح قمرك رغوة اشتهائي.
فهنا شيء ما بداخلي يناغش أطياب عشقك، يمتزج بعشب سهولي، يراقص فرح زهري فتنتشي حدائقي ويهيم بليلك عطرك، ينتعش الصبح من نداك شذى لقياك، يربت على جسدي فيرتجف خافقي ونعبر أنا وأنت سرمد الأبدية .
فأنا تلك الفراشة وقد داعبت النار هشاشة جناحيها لأجلك ، ورسمت من الحرائق جنوناً حول المواقد لأنك الحلم العصي، ولأنك الدواء والداء الشهي .
أنا تلك الشهيدة حين تؤكل أحلامي بك ، فتحمر أعناب داليتي عند احتضان جذورها لثرى تربتك المخضبة بالعطاء .
#بقلمي/ ثراء الجدي
تعليقات
إرسال تعليق