ايه يااليل / بلول أحمد المسعدي / الجلفة
إيه ٍ ياليل ، ورغم ظلمتك،و ظلامك -يا ليل - الذي يوظّف دائما لوصفٍ بلغة إيحائية من استعارة ، أو تشبيهٍ أو إحالة تخويفاً أو تبياناً لقيمةِ نقيضٍٍ لك لما تمتلكه -يا ليل - من قيمة لها وقعٌ في النفسِ البشرية أو حتّى في الأجناس الحيوانية فتأخذ مواقعَها بحذرٍ بعد أن تغشاها للأمن والأمان ، وكم وظّف الشعراءُ ومنهم الرومانسيون خاصّة هذه القيمة تعبيراً عن الأوجاع والأتراح ، ومن قبلهم بعض الشعراء ومنهم امرؤ القيس إذْ قال : [ وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ **عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي] ، أو ما قاله النابغة الذبياني : (( كأنّك كالليل الذي هو مُدركي وإنْ خِلتَ أنّ المنتأى عنكَ واسعُ )) ، وقد استوفيتَ هذه القيمة فَى قولِ عزّ من قائل في توظيفك : [[ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ]] سورة النور الآية (40) تبيانا للهدْيِ والضلال ، وقال في حقّ من تدبّر وتبصّر : (( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا)) 72 الإسراء ، قلنا في حقّك -يا ليل - بهذه الأوصاف والقيم التي تمتلك إلّا أنّ فيك سكينةً ووَحْدة طمأنينة حين نخرج من مَراحِ الحياة وما تستدعيه من صخبٍ فأنتَ أنتَ بجمالِ ظلمتك كالأجفان تطبق أهدابَها على حوَر العيون العاشقة كي تستفزّ عشّاقَها ،أو تسترَ أحداقَها من عبثِ الرذاذ ........./ الأستاذ الكاتب : بلول أحمد المسعديّ / الجلفة
تعليقات
إرسال تعليق