عساه / حامد الشاعر

عساه
فمن هذا و من ذاك يسقيه
و يخفي الهوى في القلب و العين تبديه
و للحب آلاء و ما عاد يحصيه
يحابي حبيبا ليس يوما يعاديه
و يغريه بالحسن الفريد و يغويه
و في راحتيه الكأس و الغيث يلقيه
عساه فمن هذا و من ذاك يسقيه
و يبدي صريع الحب ما كان يخفيه
هواه إلى يوم القيامة يكفيه
عليه تباكى لا تجف مآقيه
يحب وصالا دائما في لياليه
و تؤخذه الدنيا بعيدا و تدنيه
فمن قربه حين العذابات تعطيه

،،،،،
و إن عاش من كل الحسابات يلغيه
و إن مات تأبينا فبالشعر ينعيه
محبا يجاري شعره في تعاطيه
و يبدأ مشوارا سعيدا و ينهيه
و يحكي له بيت القصيد و يرويه
و ينفعه تالله ما صار يؤذيه
و يعلمه بالبوح صبا و يدريه
يبيع لمن يهواه حبا و يشريه
،،،،،،
و دمع المآقي كلما ناح يجريه
و يبغي بهذا المبتغى أن يداويه
و يأتيه كالبستان بالورد يرميه
و ترعاه عين الشمس و البدر يحميه
 فلا جنة من ضل أو تاه تأويه
و من لم ير الأنوار فالنار تضنيه 
و ما هذه الدنيا الغرور تساويه
يضر التنائي و التدانيُّ يجديه
و يفرحه ما فيه كالطفل يأتيه
و يعليه لو يدنو و ما فيه يعنيه
،،،،،،
و يسعده ليلا و في الصبح يشقيه
و من بعدها الشكوى فمن ذا يواسيه
يلاقي عيون الشعر حين يلاقيه
و من بعدها البلوى فمن ذا يجاريه
و هذا الهوى منه فمن ذا يراعيه
و هذا الذي فيه فمن ذا يحاكيه
به قلبه يسلو و في الهم ينسيه  
يسليه حلم و الأمانيُّ تشجيه
يورطه بالحب دوما و ينجيه
و يمرضه بالهجر و الوصل يشفيه
،،،،،،
و يفقره بالشجو و الشدو يغنيه
يضل كثيرا قلبه ثم يهديه
و كالغير يهوى الخير و الشر يقليه
و ما أحد عن فعله الخير يثنيه
و من أجله ضحى و بالروح يفديه
و من يرتضيه لا تخيب أمانيه
و ما صار ديوانا إلى الناس يحكيه
و يضحكه ما صار بوحا و يبكيه
و دون المخازي حبه ليس يخزيه
و خيرا عن الشيء الذي فيه يجزيه
،،،،،،، 
يعارضه بالشعر حتى يواليه
و يهدمه طورا و جورا و يبنيه
و من آخر الدنيا القصيد يناديه
و يهواه في الطرح الرصين و يبغيه
إليه ربيعا ساق حتى يوافيه
و كم يزدهي ذاك الشذا في أياديه 
و كل جديد عنده الدهر يبليه
و يسخطه وجه الأماني و يرضيه 
إليه نعيما ساق من ظل يحويه
و إن ضل ما بين الجحيمين يبقيه
و يطربه شدو الفؤاد و يطريه
 و عنه كمالا ذلك النقص ينفيه
و يعجبه دوما فكل الذي فيه 
و يحييه إعجابا و عجبا و يفنيه 
،،،،،
بتلك الليالي من تراه يناجيه
و طبعا يصافيه و ليس يجافيه 
و هذا القصيد المزدهي في مبانيه
يوافي القوافي كلها من معانيه
برسم المعاني و اسمه كم يحابيه 
و يجريه حرا مستفيضا و يمضيه
على أحرف ولهى يذيع أغانيه
يحابى و من قرب يعادى تنائيه 
و حتى يلاقيه يحابي أهاليه
يراه منيرا ساحرا في معاليه
يراه مشعا آسرا في نواحيه
يخط المعاني كلها في تفانيه
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء