الأديب:محمود محمد أسد /قبل السفر
محمود محمدأسد
قبل السّفر
مرافئ صمتي قواميسُ
قد أرهقتْها النقاطُ
وشدّتْ عُراها الحروفُ المضافة
وحُلمي أنيسُ الشّبابيكِ
جئتُ إليه رأيْتُ الرّصيف َ بعيدَ المآربْ.
شرايينُ بوحكَ
قد أضمرتْ أنّها لم تُنافقْ
ولن تستطيعَ الوقوف َ
أمامَ سعيرِ المخافرْ.
وتلكَ الدّماء ُ أتُسقى بحبرِ الرقيبِ
وعطر الدّسائسْ ؟
تجيءُ إليَّ وقد غابَ عنّي الوصيُّ
ورُحْتَ تساومْ .
وذاكَ الوصيُّ بدا دميةً
لا أراها تُحاكمْ.
*******
أُشرِّقُ صوبَ الجهاتِ المُعاقةْ
أُغرِّبُ خلفَ الحروفِ الحبيسةْ
أأنظرُ صوبَ الحقول
وتلك الزّيوتِ المُضاعة؟
خسرْنا الرّهان وصرتمْ ضفادعْ
أتلوي الجناحَ؟
أتُعلنُ وأدَ الحقيقةْ؟
فما عُدْتُ أدري الصحيحَ
وما عُدْتُ أقرأُ كُنْهَ الصديقِ
سبتْني الحروبُ الصّديقةْ
فهل للطريقِ ضميرٌ ؟
وهل في السّياساتِ تسكنُ نارُ الفجيعةْ؟
دروبي بياناتُ حزنٍ
تُسطَّرُ في كلِّ حينٍ
سأبدأُ مشوارَ غربتنا
أين ذاك المصير اليُصاحبْ؟
تُسافرُ ريحي وتتركُ كلّ الدفاترِ
كلَّ البيوتِ وكلَّ الحقائبْ.
فمن يحملُ الشّوق عنّي ؟
سيبقى الحنين صديقا حزيناً
وتبقى النفوسُ تئنُّ
وتحكي لكلِّ مسافرْ.
ويبقى الزمان شهودا
أيبقى المكان عصيّاً على كلِّ ظالمْ...؟؟
********
تعليقات
إرسال تعليق