ماذا تبقى من أمهاتنا / عبد اللطيف قراوي / المغرب

*ماذا تبقى من أمهاتنا*

أَتذكر يا ولدي.
كم كنت متعلقا بأمك؟ 
كلما غابت عنك.
تبحث عنها بلهفة.
تضيق بك الدنيا.
لما تتركك لوحدك.
تصرخ وتبكي.
ولا أحد يعوضها.
اِفتحْ دفاتركَ القديمة.
وانظر كيف علمتك.
أولى خربشاتك و خطوطك.
لقد تَعِبَتْ لترى.
أولى خطواتك.
أَفْنَتْ عمرها.
لتجعل منك.
شابا جسورا.
يتصلق المراتب.
ماذا بقي منها الآن.
بعد كل هذه السنين.
وجه تحاملتْ عليه التجاعيد.
وشعر مثل زهرة اللوز.
وكومة عظام.
ماذا بقي منها.
فَمٌ تكسرت أسنانه.
و عيون دابلة.
أعياها انتظارك.
فَرِفْقًا بأمك.
التي فقدتْ جمالها.
لِتَسْكبه على وجهك.
لا تكسر خاطرها.
لأنها هي فخرك.
اِرتو من النظر إليها.
فهي السلام و الأمن.
في زمن الزيف والقسوة.
أمك هي زهرة الياسمين
في هذا الوقت العصيب و المر .
أُمك هي الشخص الوحيد
الثابت في قلبك.
لايغير موقعها.
زمان أو مكان.
لو جن الليل.
انتظر شمس أمك.
تبزغ في الصباح.
لتسمع نداء قلبها. 

عبداللطيف قراوي من المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء