أتيت الحي علي ألتقي النفسا / أبو حكيم

أتيتُ الحيّ علّي ألتقي النّفسا
فأرقى حيث ألقاه وما احتبسا
حبيبٌ كنت أسمعه يغنّيني
على الشرفات في صبحٍ إذا همسا
فأردفه بأنّاتي على عجلٍ
أخاف الناس والحرّاس والحرسا ونغدو مثل ليلكةْ مُعرّشةٍ
على اللبلاب سوسنةً
تشي للضّوء عن شيءٍ
لها اختُلِسا 
وقلبي في مدارتها
يُغَنّي الفرحَ ماوجسا
فأمس :كَنّ طيراها
على الأضلاع أضلاعي
فطيرٌ شفّ في شغفٍ
وطيرٌ سفّ إذ لُمِسا 
وأقرتني تمائمها فغار الشعر من ثغر لها نبسا
جدائلها تراقصني بكوخ جلّه قصبٌ
 إذا ماالريح هزته ينادي الناس في عبث وما عبسا
أنا الأوهام هدتني وهادتني عيون من شقاوتها
فرحت ببابها أثغو كطفل بات معترسا
أنضّد ثوب أوهامي بلا خفر
وأرفو لحن غصّتها غناءً لم تغنيه 
لأنّ الصّوت أرهقها كفحل مانبا جرسا
أيا ندّاً لأطياف تُحنّي الغصن في ليلين من هنأ
فليلٌ كنت أرقبه من الشباك لم أبصر ملاحته
 وليل كان يرقبني
كهنديٍّ بعين ماوَعتْ نعسا
فشلّ الصّبح أنفاسي وشال الشّال عن جيد لها أَنُسا
غرقت بنجد لهفتها لثانية
فضمّتني رضيعا لم يكن خمسا
وراحت تسبح الأنفاس في نهر بكى ترفا
وجرّ النهر أمواها على ميلين من غارٍ
فميل جفّ من كلل وميلٌ ماؤه انبجسا
ورنّ الهاتف المحمول أيقظني
على أصوات أطفالي 
أبي بالباب شرطي يريد الحلم مخفورا برمّته 
هنا أدركت أنّ الحلم ممنوع 
كما الأفيون في أرض قضت خرسا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء