مدار الصمت /الأديب محمود محمد أسد

 مدار الصّمت

                                                                    محمودمحمدأسد


أعلنْتُ صمْتي لا تسلْني 

    فالموائدُ والمجالس مَقبرةْ.

    أعلنْتُ صمتي فالبيادرُ

   والمنازلُ، والحدائقُ مُقْفِرة.

   أعلنْتُ صمتي خائفاً ومحَيَّرا.

   أعلنْتَ قتلي بالعيونِ السّاهرةْ.

   لم تُبْقِ لي إلاّ البقيَّةَََ

   من وعودٍ غادرةْ.

     ****

  لم تُبقِ لي بعضَ المسافةِ

من دروبٍ أشتهيها مُزهرَةْ.

أعلنْتَ وأْدَ الزّهرِ

حين تدورُ فيك الدّائرةْ.

 أعلنْتُ صمتي مفلِساً ومسيَّرا

لا..لا تسلْني ، فالإجابةُ حائرةْ.

صار الحديثُ رصاصةً في الخاصرةْ. 

صار الحوارُسفينةً مثقوبةًً  

ومياهُها من خجلتي

وتأوُّهي متناثرةْ. 

يمضي شتاءُ الصّمتِ

يُمسي مِقْصَلةْ.

أعلنْتُ صمتي فالعيونُ

من الغريب تسوّقتْ

أحلامَها، ورجالَها

واستعْذَبتْ مطرَ الرّصاصِ

وغرّدتْ مُستبْشِرةْ.

    ****

لا..تسلْني فالسّكوتُ مناهلٌ ومنابرٌ

والحاصدون بيانَهُ

ضلّوا السّبيلَ

فأضْرموا ماءَ الجوى

قد أجّجوا مُقَلَ الثّرى

     والدّائرةْ.

  ****

بيني وبينَ النّاسجينَ مواجعي

تاهتْ مسافاتُ الحوارِ 

فجئْتَني متجَلْبِباً، ومدَرَّعا..

أعلنْتَ أنّكَ راصدٌ صمتي

وصمتي مِحبرةْ.

يا سيّدي؛ 

إنّي افتقدْتُ "البُوصلةْ"..

والصّمتُ سِفْرٌللّيالي المظلمةْ.

والصّمتُ موجٌ وانعتاقٌ

واحتجاجٌ واكتشافٌ

لا  تسلْني

فالسّكوتُ مُقامرةْ.

****

كم هزّني عُرْيُ الحقيقةِ

قسْوةُ الأنداءِ 

صمْتي حارقٌ مُقَلَ الورى

بيتي يُدقُّ، ويُحْرَقُ..

بيتي ملاذٌ كعبةٌ

ياخالقي أنتَ الملاذُ

وذا دعائي واجفٌ يتهجَّدُ ..

يا  خالقي ؛  من يسمعُ ..؟

لا..  لا  تسلْني 

    فالحليمُ محيَّرُ ...

     ****    

                                                    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء